طلال سلمان

شباب لبنان… لله يا محسنين!

بين المشكلات البنيوية عند اللبنانيين انهم يفضلون “النظر إلى فوق” والتغاضي او الهرب من أن “يكتشفوا” ما هو تحت او “من هم تحت”.

أحاديثهم اليومية “عمن هم فوق”: عن عظمتهم، عن بيوتهم الفخمة وسياراتهم الفارهة، عن اعراسهم وفخامتها، عن مباذلهم المهينة، أما الفقراء فلا يستحقون هدر الوقت على مآسيهم والمهانة التي يتعرضون لها على مدار الساعة فتصيبهم في كراماتهم قبل أن تهدر حقوقهم.

الفقر في لبنان عيب. أما اختلاس المال العام، وأما التحايل على الآخرين وسلبهم حقوقهم، فهو ضرب من الشطارة والبراعة و”الفهلوة”.

ولان الفقراء يتزايدون عدداً وبسرعة قياسية، فمن الطبيعي أن يزاحم بعضهم بعضاً في المساحة الضيقة من اسباب العيش المتاحة لهم.

ولان الوظائف العامة المتاحة امام هؤلاء محددة ومحدودة فمن الطبيعي أن تزدحم طوابيرهم امام اللجان الفاحصة، اذا ما ارادت “الدولة” فتح دورة جديدة لاختيار بضع مئات من رجال الشرطة او الدرك او الامن العام فضلاً عن الانتساب إلى الجيش..

وانه لأمر مخيف، بل مرعب، أن يتقدم 47 ألف شاب وشابة لامتحانات قوى الامن الداخلي، بحيث يكون “الناجح” دركياً او شرطياً!

كم سينجح من هؤلاء الفتية ممن يرددون النشيد العتيد: نحن الشباب لنا الغد ومجده المخلد؟!

قد ينجح الثلثان من آلاف المتقدمين والمتقدمات للامتحان..

لكن المطلوب تعيينه لتغطية النقص في الاجهزة الامنية قد لا يتجاوز الفان او ثلاثة الاف في احسن الحالات..

على هذا فلن تكون امام المتقدمين لهذا “الامتحان” الذي تسبق نتائجه الشفاعات ووساطات الكبار، فرصة جديدة للخروج من جحيم البطالة والدخول إلى “جنة” الوظيفة العامة ولو برتبة دركي او شرطي.

وهذا يعني أن الالاف الجدد من الشباب، فتيانا وصبايا، مهددون بالبطالة ومن ثم بالعوز والوقوف على ابواب “الزعماء” كالمتسولين، او الهجرة إلى أي مكان يقبلهم ليعيشوا حياة الضنك والعوز.

عشتم وعاش لبنان… ومن الله العون بشفاعة الملاك الحارس جبران.

Exit mobile version