بصرخة وجع واحدة، تلاقى “الرعايا” ليكتشفوا انهم أهملوا او تناسوا وطنيتهم وحقوقهم على دولتهم..
في لحظة واحدة سقطت “الحدود” التي بناها النظام بعناية فائقة وعلى امتداد السنين بين المواطن وأخيه المواطن، موظفاً الطائفية والمذهبية لتقسيم الاهل وتفتيت المصالح المشتركة، وزرع الفتنة لكي ينسى الناس حقيقة توحدهم في الارض والمصالح، وحقيقة توحد “الناس اللي فوق” ضدهم.
انتبه الناس إلى حقيقة انهم مجرد سلم لوصول “خصومهم “و”اعداء مصالحهم” حتى إذا ما وصلوا إلى فوق كسروا السلم واقفلوا هواتفهم وسافروا إلى المنتجعات العالمية ليرتاحوا من عناء “النفاق” الذي مارسوه مخادعة للناس لكي يمكنوهم من ارتقاء ظهورهم لإيصالهم إلى الرئاسات والوزارات والنيابات ومصادر النفع والانتفاع.
انتبه الناس إلى انهم بقدر ما يفتقرون إلى الرغيف والدواء والكتاب تتعاظم ثروات “اسيادهم” الذين كانوا بالأمس فقراء مثلهم وربما أفقر.
انتبهوا إلى أن “أسيادهم” هؤلاء خربوا التعليم الرسمي واجبروهم على ارسال ابنائهم إلى المدارس الخاصة وبكلفة عالية تُثقل على موازناتهم الضئيلة وتحرمهم من إرضاء رغبات اطفالهم.
وانتبهوا إلى أن الوظيفة، بما في ذلك البسيطة (حاجب، مُدَّرس، كاتب) صارت ملكاً “لهم”: تقف ببابهم مطأطئ الرأس، ماداً يدك متذللاً، راجياً، تتدفق بأدعية طول العمر والله يعطيك الصحة..
فيهز “الزعيم” رأسه، ويتمتم بكلمات غير مفهومة، وقد يربت على كتفك مبتسماً. وهو يتمتم: قول، أن شاءالله..