لم يكن نقل مقر انعقاد القمة العربية من الرياض الى الظهران المتصلة بالدمام، بريئاً أو بقصد الدعاية السياحية لمملكة الصمت والسيف..
كان القصد أن يُسقط العداء عن العدو الإسرائيلي لكي يتم التركيز على إيران كعدو أوحد للعروبة والإسلام والله والوطن والإنسان..
من هنا فان حضور فلسطين كان باهتاً، خصوصاً وأن شبح العدو الإسرائيلي كان يظلل القمة العربية،
بالمقابل فان القمة التي تعقد في ظل القواعد العسكرية الأميركية في ميناء النفط السعودي كان بديهياً ان تتجاهل العدوان الثلاثي الجديد، الأميركي ـ البريطاني ـ الفرنسي، الذي شن قبل ليلة واحدة على سوريا بذريعة تدمير مخازن السلاح الكيماوي في دمشق وبعض ضواحيها القريبة، وبعض قواعد الحرس الجمهوري السوري.
.. وكان بديهياً أن تتجاهل، أيضاً، الغارة الجوية الإسرائيلية على قاعدة عسكرية سورية، في منطقة حمص، والتي اخترق فيها الطيران الحربي للعدو الأجواء الجوية اللبنانية عبر البقاع والشمال.
بالكاد ذكرت فلسطين في هذه القمة، وبعبارات مكررة ومعادة لا تعني شيئاً،
لكأنما كان الغرض من القمة “تتويج” الملك سلمان رئيساً لها، تمهيداً لأن يتولى العرش معه وبعده، الأمير محمد بن سلمان العائد من جولته الأميركية ـ الأوروبية في صورة جديدة: العارف بأسباب التقدم العلمي في مختلف المجالات، العسكرية منها والمدنية التي قد تساعده على تحديث أسباب الحياة في بلاده التي أجبرت على العيش في العتمة والقهر طوال عقود .. حتى اعتقد الناس ان ليس في المملكة نساء وصبايا أصلاً، وان ليس فيها من البشر إلا الأسرة التي أخذت البلاد بالسيف وبالحماية الأجنبية لمنابع الذهب الأسود فيها.
من الظلم اتهام هذه القمة بالتقصير: فماذا تستطيع ان تفعل في خمس ساعات ذهب معظمها في الاستماع الى خطب إنشائية فارغة من المضمون، وكان لا بد بعدها ان يرتاح العاهل العجوز وسائر القادة المنهكين من عناء السفر .. وجدول الأعمال المثقل بالهزائم!