أفخم الرثاء هو ما يُقال بالشعر،
ومع أن “السفير” قد تعودت أن ترثي من يغادرنا من أئمة الكلمة ذات الرنين الموسيقي والصدى الذي يمتد عبر الزمان، فإنني اليوم متفرغ لحضور مجالس العزاء نثراُ وشعراً، من دون أن يغيب شعوري بالفخر لحظة واحدة: لقد قاومت الغياب بالصمود حتى آخر قطرة حبر في قلمي وآخر دولار في خزنة “السفير” التي لم تعرف الا الفراغ رفيقاً..
لقد قاومنا الموت حتى النفس الأخير، لكن النفس لا يشتري الورق ولا يدفع المرتبات ولا يحرك المطابع..
هل من حقي أن اعوض الغياب بهذا الحضور الذي لا يخبو لـ”السفير” التي كانت “صوت الذين لا صوت لهم”، منبر الشعراء ومنتدى الكتاب وإحدى المرجعيات لأهل الفكر والنادي الثقافي الذي لا يتحيز ولا يتحزب ولا يُهمل مبدعاً.
اليوم، ونحن وسط هذه الكوكبة ممن جعلونا نحب الحياة وابناء الحياة، الجمال وأهل الجمال، ونمتحن أنفسنا عبر محاولة استكشاف عوالم الابداع التي يخوضون فيها بعيداً عنا.
اليوم ليس لي بسوى كلمة شكر لمن اقترح ودار يقنع او يذكر هذه الكوكبة من المبدعين لكي يقولوا في غياب “السفير” ما لم يقولوه في حضورها..
راجياً لكم طيب الاقامة.. خارج سرادق العزاء.
شكراً عماد بدران. شكراً لكل من حضر، شخصياً، او بالغياب.
كلمة القيت في الاحتفال التكريم للاستاذ طلال سلمان الذي اقامه محترف “زوايا”