لا ضرورة للاستشهاد بتاريخ اسرائيل في المنطقة، يكفي ان تكون نقطة البداية يوم 29 أيار 1996 عندما دفعت اسرائيل الى قمة السلطة فيها أعتى قوى التطرف الديني والعسكري والسياسي،
أقله، منذ ذلك اليوم يمكن القول ان اسرائيل اندفعت الى هجوم شرس يكاد يعادل اعلان الحرب ليس على العرب وحدهم، بمن فيهم أولئك الذين صالحوها بشروطها او استسلموا لها بغير شروط، بل على العالم أجمع بما فيه صديقها الأكبر وممولها الدائم وحليفها الاستراتيجي الأخطر: الولايات المتحدة الاميركية.
لم تتبدل لغة بنيامين نتنياهو الحاكم عن لغته وهو مرشح، وظلت لاءاته تلعلع في السماء المفتوحة لهذه المنطقة المستباحة.
مع ذلك، فان نتنياهو يرى الآن ان سوريا، وبسبب تعديل بسيط في مواقع تمركز قواتها المسلحة في لبنان، تمارس عليه »الضغط النفسي«،
ومن موقع »المعتدى عليه«!! يطمئن نتنياهو الاسرائيليين الى ان حكومته وقواتها المسلحة قد استعدت حتى لا تفاجأ كما في حرب تشرين التحريرية،
وكرسالة »مطمئنة« للسوريين، يأمر نتنياهو وحدات من جيشه باجراء مناورات في الجولان السوري المحتل!
لكأنه يريد ان »يفاوض« بالمدافع والصواريخ والطائرات،
لكأنه يريد ان يفرض حصاراً بالنار على سوريا، بعد حصار التجويع على الفسطينيين في أرضهم المحتلة، وبعد محاصرة اللبنانيين برهن ارادتهم السياسية عبر مشروعه المولد للحروب الاهلية »لبنان أولاً«.
واذا كان هذا هو »سلام« نتنياهو فكيف، اذن، تكون الحرب؟!
والجواب الأول المطلوب أميركي.