أخيراً، وبعد أن لامست النار العرش الهاشمي في الاردن، تحركت الأسر المالكة في كل من السعودية والامارات والكويت، وقررت لقاء الملك عبدالله بن الحسين في مكة المكرمة، في محاولة لإنقاذ عرشه من “براثن” الفقراء الذين ملأوا الافق بصراخ الاحتجاج.. ضد الجوع، بينما اخوتهم الفلسطينيون في الارض المحتلة يواجهون بصدورهم العارية رصاص المحتل الاسرائيلي، ويسقطون شهداء وهم جوعى، ولا من يسمع نداءهم.
ولعل امير الكويت هو من سعى إلى عقد هذا الاجتماع الطارئ لاستنقاذ الحكم في هذه الامارة الهاشمية التي “كبرت” بـ”النكبة” في فلسطين في العام 1948 فصارت مملكة.. ثم اعادتها الهزيمة في 5 حزيران 1967 إلى حجمها كإمارة، وان اضافت اليها أعداداً أكثر من سكانها الاصليين من “الرعايا” الفلسطينيين.
ليس سراً أن الاردن، كغيره من الدول العربية قد خلقته بريطانيا ورعته ـ كإمارة هاشمية، تعويضاً عن الحجاز بملكه الشريف حسين ـ كان فقيراً بموارده، ولا ينتج ما يكفي شعبه الفقير..
ولقد أسهم الفلسطينيون، بعد النكبة، في خلق دورة اقتصادية في الاردن الذي باتوا جزءاً من مواطنيه، خصوصاً وان بعض نخبهم كانوا يعملون في الخليج، إلى جانب المصريين والسوريين واللبنانيين، قبل أن تظهر ثروات تلك الصحارى فتستجلب الاجانب ليحكموا ويتحكموا بفرص العمل و”تأشيرات الدخول” إلى جنة النفط والغاز.
المهم الآن أن اغنياء النفط قد استشعروا الخطر على الامارة التي صيرت مملكة فقرروا “نجدتها” بشرط أن تخضع لقرارهم، سواء فيما يخص فلسطين، او ما يخص سوريا المستقبل.
وبالتأكيد فان ما تبقى من فلسطين مهدد بالضياع اذا ما استمر قراره بين أيدي ملوك وامراء النفط والغاز، وبين الشواهد أن اصحاب القاب الجلالة والسمو باشروا شراء البيوت ذات التاريخ في فلسطين بدلاً من مساعدة شعبها على حمايتها، تمهيداً لتحرير أرضه..