بجملة واحدة لخص الرئيس الفرنسي ماكرون الأوضاع الغريبة العجيبة في لبنان بعد زيارتين إلى بيروت التقى في الأولى “كوكبة” الزعامات والوجاهات السياسية، أما في الثانية فقد حاول تلمس نتائج المجهود الذي بذله مع تلك الكوكبة التي لا تستطيع أن تبرئ نفسها، مجتمعة أو ممثلة بقياداتها فحسب عن النتائج المترتبة على أخطاء هذه “الكوكبة” تجاه لبنان واللبنانيين…
ولما انتبه إلى أن من التقاهم وحاورهم وناقش معهم الظروف المعقدة والخطيرة التي تمر بها المنطقة عموماً، ولبنان خاصة في ظل أزمته السياسية المعقدة والتي لا يرغب أبطالها في المساعدة على حلها، وكل لأسبابه الخاصة، قصد إلى نجمة الشرق السيدة فيروز.. لعلها تخفف من ارتفاع في ضغطه وتسارع في دقات قلبه بعد لقاءاته السياسية عموما، ولقاءاته المغلقة مع الرئيس ميشال عون على وجه الخصوص.
- قال ماكرون ما مفاده أن التصرفات التي “ارتكبتها” الطبقة السياسية في لبنان بزعمائها كافة لم تكن مسؤولة، ولم تسهل “تمرير” التسوية المطلوبة، خصوصاً وأن طبيعة تكوين المجتمع في لبنان لا تسمح بنجاح الثورات التغييرية أو الانقلابات العسكرية.. فالطوائف “لا تحب” الثورات و”الثورة عند هؤلاء فتنة”، إذ لا يمكن أن تقوم ثورة يرأسها ستة قادة أو عشرة لترضي الطوائف الكبرى والصغرى وصولاً إلى الأقليات.
- ووجه الرئيس الفرنسي نقداً قاسياً إلى الطبقة السياسية في لبنان، مؤكداً أن احداً لن يضع مالاً في لبنان في ظل الأوضاع الراهنة.. ولا بد من المساعدة الدولية لإصلاح النظام المصرفي في لبنان والتخلص من الفساد وإعادة الثقة بلبنان، دولة ونظاماً وحكومة.
- وحذر الرئيس الفرنسي من مخاطر تفجر الوضع في حرب أهلية، مؤكداً أنه لن يرمي المفتاح.. فيرتاح!
- وأصَّر على متابعة الجهد، معتبراً أنها قد تكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان، شعباً ونظاماً ودولة.
- ووجه ماكرون “نصيحة ودية” إلى “حزب الله” بأن يسهل تشكيل الحكومة “ولا يقسو” على النظام الذي يعتمد على الطوائفية أكثر مما يعتمد على الجهد والكفاءة والإخلاص في خدمة الشعب والوطن.
- ودعا ماكرون إلى حكومة مهمة تمثل الطوائف، بشرط اأا يكون وزراؤها رهينة طوائفهم او مستفزين للطوائف الأخرى..
- أضاف ماكرون أنه يتمنى أن تستفيد الطبقة السياسية في لبنان من المهلة الجديدة، بل الفرصة الأخيرة.. مشدداً أنه لن يرمي المفتاح، لكن المسؤولية.. في إنجاز حل سياسي يخرج لبنان من أزمته الخانقة يبقى في أيدي الطبقة السياسية التي أوصلت هذا البلد الجميل إلى هذه المحنة.
…ومع التقدير للرئيس الفرنسي ماكرون والجهود التي بذلها في لبنان أو عبر اتصالاته بمراكز القرار، واشنطن أساساً، فليس لدى “عبيد” هذه الطبقة السياسية، وأعني “المواطنين” الكثير من الأمل في أن يستمع أهلها إلى هذه المواعظ والنصائح التي وجهها الرئيس الفرنسي لإخراج لبنان من المستنقع الذي رمته فيه هذه الطبقة.
شكراً “ماسيو ل بريزدان” :
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي!