تُعقدْ في البحرين اجتماعات غامضة لما بات يُعرَف باسم “صفقة القرن” التي يرعاها الرئيس ترامب وصهره كوشنر. من العبث التعليق على مضمون القمة ومناقشة دوافع الدول العربية التي حضرتها. من العبث أيضاً قدح الحاضرين أو ذّٓمُهمْ، لكن، وإن كانت دولة البحرين قد جعلت واقعاً اقتران اسمها بتكريس انهاء ما اصطلح على تسميته بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية احتلال ومحتل، وتحويلها إلى قضية اقتصادية يكفي لحلها خلق فرص عمل واستثمارات، فإنه لا يجب نسيان أن هذا البلد الوديع كان قد شهد في العام ٢٠١١ ربيعاً بحرينياً تم قمعه بالدبابات السعودية والخليجية التي تحضر القمة المبجلة اليوم.
في تلك الأيام، قٓبِلٓ ثوار من بلاد الربيع العربي على اختلافهم واختلاف مواطن ثوراتهم، غض البصر عما يجري في المنامة، والسكوت على كلام “حليف الشعوب الثائرة” الشيخ القرضاوي الذي أفتى حينها أنها “ثورة طائفية، شيعة ضد سنة”. قيل حينها أنه تكتيك وأنه لا يصح عض اليد الممدودة إليك، وأن أموراً كهذه يجب أن تؤجل الى ما بعد المعركة الكبرى!
الرابط بين الحدثين: ثورة البحرين وقمة المنامة؟ لا شيء ربما، أو أشياء كثيرة. وربما أن هذه قد أدت إلى تلك، أو أننا “أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض”. يمكن أيضاً المجازفة بالقول أن حكم البحرين، كأي حكم عربي آخر، كان سيتردد في استضافة الحدث لو أنه كان يحسب لرأي شعبه أي حساب، ولو أنه، ككل حكمٍ عربي، إنتصر بشعبه لا عليه.
الإتفاقيات ترتبط غالباً ودون وعي بأمكنتها: معاهدة فرساي، اتفاق وادي عربة، معاهدة كامب ديفيد… يمكن اليوم تسمية ما يجري بِـ”صفقة المنامة”! يكفي هذا، لا شيء يُضاف! الفلسطينيون سيعرفون، والآخرون سيعرفون رديف الكلام وكيف ولِٓمنْ وما ترمز إليه التسمية.