صار الموعد ثابتاً، مؤكداً، وله مسحة من القداسة نتيجة للدماء التي سوف تسيل، من جراح المتظاهرين، كل يوم جمعة، في غزة هاشم: يتجمعون عند الحد الفاصل بين الوطن وأهله.. يرفعون قبضاتهم ويقذفون حجارتهم، سلاحهم الوحيد، ضد جنود الاحتلال الاسرائيلي الذين يحاصرونهم بالخنادق ورصاص البنادق، وقد يسقط الشهداء والجرحى فيحملهم رفاقهم إلى بيوتهم… أو إلى مدافن الشهداء، ثم يعودون لإكمال مهمتهم آملين ان يوفقوا بإصابة بعض جنود الاحتلال بحجارتهم أو بالمقذوفات المصنعة محلياً، ويدوياً في الغالب الأعم..
ليصالح الخونة، باعة أوطانهم، وليلعب بعض القادة العرب أدوار السماسرة بالآجر، أو الخونة وهم الذين يدفعون ثمن سلامة العدو الاسرائيلي، غاصب الأرض، عدو الدين ـ المسيحي كما الاسلامي ـ قاتل الأطفال والنساء وصبايا القمر، سفاح الأغاني والموسيقى والرقص الشعبي والفرح.
ها هم الخونة يتجمعون في موكب الصلح المهين مع العدو القومي والوطني، يدفعون بذهب النفط والغاز لتعزيز قوة العدو، ويغرون بعض صغار النفوس بالمناصب والدنانير المذهبة، لكي يتخلوا عن أرضهم المقدسة وكرامتهم وحق أبنائهم وأحفادهم في حياة كريمة لائقة..
والشعب يمهل ولا يهمل.. وهذه هي الجزائر، وها هو السودان يغيرون واقعهم المهين، وكل تغيير أصيل يتحول دعماً لشعب فلسطين بعنوان غزة وسائر الأرض المقدسة من أجل الوصول إلى الغد الأفضل المرتجى.