إذا أردنا أن نعرف ماذا في ادلب، يجب أن نعرف ماذا في ليبيا.
أما إذا أردنا أن نعرف ماذا في ليبيا، علينا أن نعرف ماذا في حكومة السراج الذي يدفعنا إلى معرفة ماذا في حفتر.
أما إذا أردنا أن نعرف ماذا في حفتر، علينا أن نعرف ماذا في ماكرون وترامب وبوتين.. وعليه نعود إلى السلطان أردوغان (الضامن) الذي يعيدنا الى جيشه الوطني الذي هو بالمناسبة سوري (يرتزق على قد الحال يأمره فيطيع)، فنصل عفرين، ثم نعود إلى… بدءاً من… عطفاً على… حتى … ادلب!
والحقيقة أنه إذا أردنا أن نعرف كيف وصلت (ستصل) القوات التركية إلى طرابلس الغرب، وهذا بعد استقرارها المريح في قاعدة خالد بن الوليد القطرية، واحتلالها المبارك لشمال سوريا، علينا أن نعرف كيف وصلت القوات الإيرانية إلى اليمن والعراق وسوريا… ومن قبلها الأميركية إلى السعودية. سيقودنا هذا إلى ملاحظة التردي المخيف وانعدام الوزن الذي يدفع بلاد الضاد إلى الاستعانة بالضباع الإقليمية: ضباع ايرانية في اليمن ولبنان والعراق، وضباع تركية في قطر وليبيا، وضباع اسرائيلية في عواصم الخليج الثري… وكل الضباع مجتمعة في سوريا تنهش ما تبقى!
يجري هذا ضمن تناغم دولي يعيد إلى الأذهان حبيبنا سايكس وخليلنا بيكو في نسخة محدثة لا يغير منها وصول رئيس أو مغادرة آخر، فاللحم الطري فاتحُ للشهية بالتعريف، لا فرق أن يكون ملتهمه بوسامة ماكرون أو بجبروت بوتين أو بحمق ترامب!