مع كل صباح جديد، تؤكد هذه الطبقة السياسية نقص الاهلية وبالتالي عجزها عن انقاذ البلاد والنهوض بها، خصوصاً وأنها المتسببة في ما يعاني منه العباد.
يتبارى أهل هذه الطبقة في “طمأنة” اللبنانيين إلى أن بلادهم بألف خير!
يقولون إن الركود الاقتصادي “حالة صحية” تأتي بين فترتي “نهوض”، ومن الطبيعي أن تتوقعها الهيئات الاقتصادية، قبل الدولة ومعها، وان تستعد لمواجهتها من دون أن تفرض كلفتها الثقيلة على المواطن، وبالذات على الطبقة الوسطى التي تتراجع مدخراتها ويتضاءل تأثيرها السياسي لغياب الاحزاب المؤثرة والنقابات الفاعلة، وانصراف “الحراك الشعبي” إلى مطالب محقة ولكنها لا تتصل بحقوق الاجراء والعمال، لا من قريب ولا من بعيد.
ويقولون أن “اللبناني” صار كالطفل المدلل، يريد كل شيء، وبالسعر الذي يقدر عليه، والا صرخ: يا للعار! أين الحكومة؟ اين الدولة؟
..وهي هي “الدولة” التي لا يتذكرها عند الاقتراع لمن يفرضون عليه نوابا، من قبل أن يعرفهم، والتي لا يتذكره هؤلاء النواب عندما يصيرون وزراء… ثم يعودون اليه مستغفرين فيرضى ويذهب إلى الصندوق كالخروف ليعطيهم صوته!
أن طوابير الشباب المؤهل يتزاحمون في المطار على الطائرات المغادرة في اتجاه اوروبا، اساسا، او في اتجاه اميركا لمن كان اسعد حظاً..
بالمقابل فان طوابير العاطلين عن العمل الذين يتقدمون ليخدموا في مؤسسات الامن الداخلي يزيدون عن عدد الموظفين في هذه المؤسسات، اضعافاً مضاعفة، وغالباً ما تعود الاكثرية منهم مكسورة الجناح لان “الواسطة” لم تنفع!
نعرف أن احداً من المسؤولين لن يقرأ، فإذا قرأ لم يبادر، فاذا بادر يهتم لأمره أحد، وهكذا فالدوامة تواصل طحن الاجيال الجديدة… وكبار المسؤولين في الدولة مشغولون بقراءة مزامير داوود التي نسيها اهلها!