في التاريخ المعاصر أن المملكة العربية السعودية قد اقيمت بحد السيف الذي خدم دعوة سلفية ترفع شعار الاسلام لتُخرج المسلمين، ومن ضمنهم العرب، من العصر..
ولان هذا المشروع كان يخدم المصالح الاستعمارية، فقد سلمت به بريطانيا، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ثم تبنته الولايات المتحدة الاميركية مع اكتشاف أن تلك الصحراء البلا حدود في شبه الجزيرة العربية تنام على بحر بل محيط من النفط والغاز.
*****
هكذا صارت أسرة آل سعود التي تعتمد الشعار الاسلامي بترجمة يمينية متشددة، سلفية، رجعية، معادية للعصر وحقوق الانسان، تملك بحاراً لا نهاية لها من الذهب اسود، اساساً، وأبيض، في لحظة التحول الكوني في مجال الطاقة من الماء والكهرباء إلى النفط.. ومعه الغاز.
*****
في البدايات لم تفهم الاسرة القادمة من الجاهلية قيمة الثروة التي جاءتها بغير جهد، ولم تعرف كيف تفيد منها في إعمار البلاد الواسعة حتى لا تعرف نهايات صحاريها… واكتفت من عوائد النفط بما يتوزعه الامراء والحاشية من فائض الثروة لاستخدامها في بناء القصور او شرائها جاهزة من اسر ملكية قائمة في المغرب، او منقرضة في اسبانيا (تيمنا بأندلس ـ مقلوبة..)، او بشراء ولاء الرعية وشعراء البلاط وصغار النفوس من السياسيين والصحافيين و”القوادين” الذين تحولوا بقدرة “حواءاتهم” إلى رجال اعمال.
*****
ثم جاء او استقدم إلى المملكة من يبني القصور على أفخم طراز مزودة بأحدث مبتكرات التقدم، وكذلك المساجد، ثم المدارس والجامعات، والفنادق، قبل أن تنتبه إلى ضرورة بناء جيش حديث بطائرات حربية ودبابات وأجهزة رادار ومدمرات وسفن نقل ومدافع الخ.
*****
صارت السعودية دولة لصاحبتها اسرة آل سعود التي فرضت عليها اسمها مع السيف، وان حاولت التغطية بشعار: لا اله الا الله..
وكان لا بد من تعديل الشراكة مع آل ابراهيم الذين منحوها الغطاء الديني عن طريق استتباع جد العائلة محمد بن عبد الوهاب اسرة آل سعود بشخص عبد الرحمن ـ القائد المؤسس ـ .. وهكذا بات للأسرة حق التصرف بالأرض والبحر والثروة والبشر بذريعة أن ذلك من فضل الله الذي يعطي ما شاء لمن يشاء بغير حساب.
..وهنا تحديداً بدأ تفجر الاوضاع الداخلية، ضمن الاسرة بداية، فكان “خلع” الملك سعود، ثم توليه الملك خالد بينما الحكم للأمير فهد، ثم تولية الامير عبدالله بسبب مرض الملك فهد، إلى أن جاء الفصل الاخير بسيطرة آل سلمان على السلطة كاملة، بعد خلع ولي العهد الاول، ثم الثاني، إلى أن تم الانقلاب بهيمنة الامير محمد بن سلمان على الملك والمملكة ومستعمراتها كما اليمن ودول أخرى.