للمرة الالف: يتفرج: اللبنانيون على الاستشارات النيابية التي تسبق تشكيل الحكومة الجديدة: تتكرر المشاهد وان اختلفت الوجوه ـ يدخل النواب ببزات داكنة وربطات عنق مزركشة، وحين يخرجون من مكتب رئيس الجمهورية ينتظمون في حلقة من حول الناطق باسمهم ليعلن موقفهم المعروف.
المشهد خادع اذ يصور “ممثلي الشعب” وكأنهم متفقون في ما بينهم، ومتفقون مع رئيس الجمهورية على شخص رئيس الحكومة ..
لكن “الحرب” الفعلية تبدأ بعد ذلك. وحين يباشر الرئيس المكلف العملية الجراحية الخطيرة لتشكيل الحكومة، وهي قد تستدعي “قص” بعض الاطراف، و”تخدير” بعض القوى بالوعود، و”رشوة” قوى أخرى بحقائب ثانوية تعوض بأفضل منها في الحكومة اللاحقة.
ينتهي التشكيل وتظهر “المعارضة” قبل ظهور الحكومة وتبدأ حفلات التسوية: هذه الصفقة لتلك الكتلة، والصفقة الأخرى للكتلة الثانية، وصفقة ترضية للكتلة الثالثة، وهكذا حتى تخرج الحكومة إلى النور، وتشتري ثقة الاصوات المعارضة بزيادة الضرائب، وبعض صفقات الفساد الإضافي.
لكل حكومة نصيبها من الفساد..
والشعب الذي يدفع كلفة هذا الفساد يواصل انقسامه “المبدئي” حول زعاماته التي تأكل من لحمه ولا تشبع وتتركه عند باب الجوع.. بسبب “الازمة الاقتصادية العالمية”.
وكل حكومة جديدة (متى تم تشكليها) وأنتم بخير!