عرفتُ لينا هويان الحسن كاتبة رقيقة، وفدت من سوريا التي تعرفها جميعاً: بباديتها ومدنها ذات التاريخ، حلب واللاذقية ودمشق وبعض جنوبها.. فوالدها الضابط في الجيش العربي السوري خدم في مناطق عديدة، كما وفد مع القوات السورية ال لبنان، وكان مقره ـ مع قطعته ـ لفترة من حمانا.
كانت لينا شغوفة بالقراءة، لا تترك كتاباً الا لتمسك بآخر… وقد عملت في بعض الصفحات الثقافية في احدى الصحف بدمشق، قبل أن تجيء إلى بيروت التي كانت تراها عاصمة ثقافية عربية ومكتبة عالمية، مع غياب القاهرة عن دورها التاريخي وانشغال سوريا في الحرب الاهلية ـ العربية ـ الدولية في لبنان.
…وغامرت لينا بكتابة رواية اولى، فلاقت نجاحاً مقبولاً، مما شجعها لخوض مغامرة ثانية فثالثة، لتبرز كروائية عربية من الدرجة الأولى. وكان طبيعيا أن تختضنها دار الآداب، فتصدر لها انتاجها بمعدل رواية كل عام.
ذروة انتاج لينا هويان الحسن، حتى اللحظة، رواية “ليست رصاصة طائشة… تلك التي قتلت “بيلا”..
مركز الرواية حلب ومحيطها مع نهاية الحرب العالمية الاولى، حيث توافدت اليها أقليات عديدة من البلدان التي اقتحمتها الثورة الاشتراكية العظمى بقيادة لينين في روسيا، وفوضى الصراع القومي والاثني التي تفجر في اعقابها متزامنا مع الحرب العالمية الأولى فتسبب في انهيار دول ودويلات وتشريد اهلها، في ظل انهيار السلطنة العثمانية و”استفاقة” العنصرية التركية في مواجهة القوميات التي وجدت الفرصة سانحة لتأكيد هوياتها.
ليس للرواية بطل واحد، وان كانت “بيلا” هي النجمة وبوصلة المسار..
الابطال متعددو الهوية واللغة، مختلفو الاصول، مجهول مصيرهم الذي يحاولون بناءه باجتهادهم ومحاولة التأقلم مع المحيط الجديد.. من هنا فان الحب قد اتخذ مساراً مترجرجاً بين “اغراب” يتنقلون ـ ولا استقرار ـ في محيط مدينة حلب وريفها، وخناصر التي بناها مروان بن عبد الملك، وهم بحسب ابائهم:
شمسي آغا الشركسي العاشق، بيلّا بكتاش الآذرَّية الخلابة، تيمور ميرزا البهي الذي أُغرمت به كل النساء، سيسي بابايان، الامنية ذات الجدائل السوداء المضحكة، كميليا الملقبة بـ”ايميه” الشقراء الحلبية المحيرة، مراد سعيد: ابن حلب اليهودي المغرم بايميه، وسوزان الجميلة الطائشة التي اعماها الحب واشياء أخرى..
الرواية الجديدة هي الرابعة عشر للينا هويان الحسن.. ولقد حرمتها المداخلات والشفاعات من بعض الجوائز التي تستحق عن الرواية العربية والقائمة القصيرة، فزادتها اصراراً على الكتابة والابداع.
هنا قائمة بنتاج لينا مع تمني النجاح الدائم:
- معشوقة الشمس “رواية” 1998
- مرآة الصحراء “كتاب توثيقي عن البدو” 2000
- التروس القرمزية “رواية” 2001
- التفاحة السوداء “رواية” 2003
- آنا كارنينا ـ تفاحة الحلم “دراسة سيكولوجية” 2004
- بنات نعش “رواية” 2005
- سلطانات الرمل “رواية” 2009
- نمور صريحة “مجموعة شعرية” صادرة عن وزارة الثقافة السورية 2011
- رجال وقبائل “كتاب توثيقي عن أعلام البادية السورية” 2013
- نازك خانم “رواية” 2014 صادرة في بيروت
- ألماس ونساء “رواية” 2014
- البحث عن الصقر غنام “رواية” 2015 صادرة في بيروت
- الذئاب لا تنسى “رواية” 2015 صادرة في بيروت
جوائز:
القائمة القصيرة عن رواية “ألماس ونساء” للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2015
جائزة الشيخ زائد القائمة القصيرة لأدب الأطفال لعام 2016 عن “رواية البحث عن الصقر غنام
جائزة الشيخ زائد القائمة القصيرة لأدب الأطفال لعام 2017 عن رواية الذئبة أم كاسب
جائزة الشيخ زايد القائمة القصيرة 2018 عن انا سلمى