طلال سلمان

لبنان وقمة خائفين

شكرù للرئيس الفرنسي جاك شيراك: لقد تذكّر لبنان في حين تجاهله أو تعمّد نسيانه ثلاثة عشر مسؤولاً يمثلون ثلاث عشرة دولة عربية في الثالث عشر من آذار 1996، عشية الذكرى الثامنة عشرة للاجتياح الإسرائيلي (الثاني) والمستمر حتى اليوم!
أهي شجاعة فرنسية أم هو جبن عربي؟!
لكن معظم أولئك المسؤولين العرب قد تجرأوا على كل ما هو مقدس أو عزيز، فتناولوه بالتجريح: من الإسلام إلى دماء الشهداء إلى الأرض المقدسة إلى الحقوق المشروعة، إلى البيوت المنسوفة على رؤوس أهلها، وفيهم ويا للمصادفة شيوخ ونساء وأطفال!
بل أن بعضهم قد بالغ في جرأته فأقدم على توجيه الدعوة إلى شمعون بيريز لزيارة بلاده، وضرب له المواعيد، طالبù أن يمنح هذا »الشرف« بينما السجون والمعتقلات الإسرائيلية تزدحم بالمعتقلين من أبناء لبنان وفلسطين، وبينما جيش الاحتلال الإسرائيلي يدك كل ساعة القرى والمزارع والمدن في جبل عامل والبقاع الغربي ويستمر في أسر الأهل في الجولان السوري؟!
لم نسمع من أي مسؤول عربي كلمة تذكّر بحقوق اللبنانيين في أرضهم، أو تشجب الارهاب الإسرائيلي اليومي ضدهم، وهو الذي استولد المقاومة التي تحاول أن تستنقذ ما تبقى من شرف هذه الأمة.
لكن الذين جاءوا شاكين من شعوبهم، ومطالبين بتأديب المعارض أو المعترض من »رعاياهم«، والمتواطئين على حقوق بلادهم في ثرواتها، قد ساوونا بأنفسهم فما ظلموا. ومن السذاجة أن تطلب من »حاكم« بالزور والقمع مناصرة قضيتك العادلة.
لن يخرج لبنان من جلده. لن يأكل لحم إخوته نيئù. لن يرمي بأجداث الشهداء إلى المزابل خوفù من محاكم التفتيش التي قد تنشئها قمة شرم الشيخ. لن يبيع دماء أبنائه في سوق النخاسة. ولن يذهب ليعطي صوته لشمعون بيريز.
إن لبنان قد عرف إسرائيل، بكل جبروتها وطغيانها وآلتها الحربية الهائلة، بما يتجاوز الخوف منها.
وطبيعي أن ينساه أو يتجاهله هؤلاء الذين احتشدوا بالأمر في قمة الخائفين!

Exit mobile version