طلال سلمان

لبنان صمود باهلة

نوَّرنا أهلنا فعلاً لا مجازاً، وأشاعوا في بلد النور نور اليقين، مبدِّدين الظلمة الإسرائيلية، مؤكدين لنا أننا لسنا وحدنا، وأن مقاومتنا ليست عبثاً وليست هدراً للأرواح والأرزاق، وليست بالمقابل رصيداً ممتازاً للبنان وحده، بل هي مصدر اعتزاز للعرب جميعاً، في كل أرضهم، وسطور مضيئة في تاريخهم الحديث تساعد على هدايتهم إلى الطريق الصح لاستعادة حقوق الأمة في أرضها وفي كرامتها.
واليوم يرحب »لبنان الصمود« بالضيف الكبير الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وقد جاء إلينا يسبقه موقفه القاطع في وضوحه والمعبِّر عما يتجاوز التضامن العاطفي إلى تحصين المناعة والقدرة على المقاومة التي صارت الآن ورسمياً عنواناً لمقاومة عربية شاملة، لا ينحصر مجدها بفئة أو بجهة، بل هي ككل إنجاز أو نصر إضافة نوعية إلى تاريخ »الجهاد« وصفحاته المجيدة في التاريخ العربي.
إن لبنان المشرّف بمقاومته ليعتز وهو يحظى بهذا الاحتضان العربي الممتاز المجسد لوحدة القضية ووحدة الهدف ووحدة المسعى إلى غد يليق بكرامة الإنسان العربي.
إن هذا الاعتراف العربي الرسمي والعلني بالمقاومة الباسلة في »لبنان الصمود«، ومن ضمن تحالفه الثابت وتلازم المسار والمصير مع سوريا، إنما يشكل قاعدة عربية صلبة للمواجهة مع العدو الإسرائيلي الذي يسعى جاهداً لقتل احتمال التسوية المقبولة، ويحاول أن يفرض على العرب بمجموعهم مناخ الاستسلام لواقع احتلاله.
لقد اتسعت بيروت فصارت قلعة عربية حصينة تمتد ما بين كنانة الله في ارضه وبيت الله الحرام في ارض الرسالة والهدى..
لقد تمدد جبل عامل حتى كاد يلامس اقصى الارض العربية، منتعشاً بطيب الثرى في الديار المقدسة، هو الغني بطيب ارض المباركة فلسطين، والمزكى بدم قوافل الشهداء والبيوت الحروقة والأطفال الذين حصدهم الموت الاسرائيلي.
يا هلا بالامير عبد الله وصحبه من الاخوة الذين هبوا لنجدتنا بغير تردد أو تمهل أو تخوف من »عتب« العواصم الكبيرة.
ان دائرة التواصل بالأرحام تتكامل: فبعد الرئيس المصري محمد حسني مبارك ووزير الخارجة الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح، ها هو ولي العهد السعودي يجيء ليؤكد وحدة العرب في لبنان ومن حوله.
والحمد لله ان الجميع يجيئون الى لبنان واللبنانيين جميعاً، وليس الى فئة فيه او جماعة، ويجيئون عبر دمشق ومعها ومنها، فلا يحاول احدهم أو بعضهم ان يكون طرفاً او محوراً مناهضاً او مزاحماً لغيره.
إنهم يجيئون الى لبنان المقاوم كرفاق سلاح، بالموقف.
والموقف اهم من اي سلاح حربي.
وهذا ما كنا نفتقده وما كان يفزعنا غيابه لأنه يشعرنا بأننا وحدنا، بل لقد وصل بنا الظن في بعض الأحيان الى ان اهلنا يضيقون ذرعاً بمقاومتنا لأنها قد تحرجهم فتخرجهم او تبعدهم عنا.
أهلاً بأهلنا معنا، فاليوم تكاملت عناصر قوتنا وصارت مقاومتنا مقاومة العرب جميعاً لما يتهدد المستقبل العربي جميعاً.

Exit mobile version