لا شك في أن اشراك المغتربين اللبنانيين في عملية الانتخابات النيابية، بغض النظر عن قانونها الطريف وصوته التفضيلي الذي أُسقط عليه من خارج سياقه، هو انجاز يحسب لوزير الخارجية الطموح ولوزير الداخلية الحاضر، بغض النظر عن بعض تصريحاتهما الاستفزازية احيانا، والتي تفهم في سياق الحرب.. الانتخابية.
ولقد تبين أن المخلوق اللبناني يحمل معه طائفته ومذهبيته معه حيثما ذهب، وان كان يضطر ـ في الخارج ـ إلى “سلوك مدني”، فيصافح “خصومه” ويمازحهم، مراعياً أنهم في “بلاد الغربة”، وانه مجبر على أن يتحلى بالروح الرياضية، حتى لا يتصرف بشكل نافر قد تكون له نتائج وخيمة على وجوده ورزقه في “الغربة”.
نتمنى أن يقتدي الناخبون في الداخل بناخبي الخارج الذين صورهم البعض “غولا” سليتهم نتائج الانتخابات، او يقلبها رأساً على عقب..
فهي انتخابات على وزن “محلك سر” لن تغير في واقع الحياة السياسية، واذا كانت قد وقعت بعض الانشقاقات في بعض الكتل واللوائح، لأسباب طائفية او مذهبية او شخصية، فان النتائج، كائنة ما كانت، لن تكون “انقلاباً سياسياً” ولا هي بداية او تمهيد للثورة الشعبية الديمقراطية من اجل.. لبنان الجديد!
أن الطائفية جرثومة سرطانية سامة تقتل الوطن والمواطن واحتمالات التغيير والتقدم.. وطالما ظلت هي اساس هذا النظام الفاسد المفسد، فلا أمل بحياة سياسية، لان المواطن مجبر على أن يكون رعية لطائفته والا شُطب من لوائح اصحاب القدرة على التغيير..
وما ينطبق على المقيمين ينسحب بالضرورة على المغتربين فالتعصب لا يعرف الحدود بين الدول، بل هو يلغي الوطن، وبالتالي، المواطن حيثما وجد..