طلال سلمان

كلوا بسكوت!

يعيش اللبنانيون في ظل دوار يومي نتيجة الاسعار الفاحشة لأسعار حاجاتهم اليومية من اللحم والخضار، ومن الفروج إلى الفاكهة، بما ينذر بمجاعة تقتصر لا على الفقراء وصغار الموظفين بل هي تلتهم الطبقة الوسطى فتهددها بالاندثار..

تختفي الطبقة الوسطى وهي تعتصم في بيوتها فاذا ذهب افرادها لشراء حاجياتها الضرورية فوجئوا بارتفاع اسعارها بذريعة انخفاض سعر الليرة امام الدولار الجبار الذي يتصاعد سعره بالليرة بحيث تفقد قيمتها فلا تكاد تكفي لشراء الضروري لإطعام العائلة، مهما كان عديدها.

ولهذا، بين اسباب أخرى، تزايد اعداد المنتحرين بسبب ضيق ذات اليد، واصرحهم في التعبير ذلك الستيني ابن الهرمل علي محمد الهق، ليتبعه ثان وثالث والحبل على الجرار.

الدولة في سبات عميق، والعاطلون عن العمل تتزايد اعدادهم يوماً بعد يوم … وليس في البلد من “البسكوت” ما يكفي الجائعين كما نصحت الملكة ماري انطوانيت قبل ان يخلعها الجائعون تمهيداً لبروز سرب من الأدباء الكبار أهمها فيكتور هوغو، وقبل أن يقفز نابليون ليخوض مجموعة من الحروب الخاسرة (أهمها الحرب ضد روسيا القيصرية) التي عاد منها مخذولاً.. ثم ليخوض حربا أخرى أوصلته إلى مصر وقبل أن يبلع فلسطين عاد متعجلاً ليستولي على العرش الذي جعله اشبه بالقيصر، خصوصاً وقد ملأ القصر بالفتيات الفاتنات لينتهي منفيا.. فلما تسلل عائداً إلى العرش فاجأته الثورة الفرنسية ملتحقاً بالملكة التي تساءلت وهي تشهد جموع الهائجين يطالبون بخلعها:- لماذا لا يأكلون البسكوت!

مشكلتنا في لبنان أن لا بسكويت يكفي الجائعين، لا سيما إذا تم تسعيره بالدولار الجبار!

Exit mobile version