من حق شعب تونس الاعتراف له انه قد قدم، وأكثر من مرة، في الشارع كما في الانتخابات، نموذجاً للرقي والايمان والعميق بالديمقراطية ورفض حكم العسكر والانتصار على الدكتاتورية بإرادة الشعب وبالصمود عند مطالبه المحقة وكشف الزور والتزوير وفساد بعض الذين كانوا مرشحين لمنصب الرئاسة.
الأهم أن هذا الشعب المسالم قد رفض الدكتاتورية وأسقطها، وانه قد أكد ايمانه بالديمقراطية ومارسها بصدق وعفوية.
لقد قدم هذا الشعب الطيب نموذجاً للإيمان بالديمقراطية طريقاً إلى الغد الأفضل.
ولعل التوانسة الذين كانوا رواد الانتفاضات السلمية في الوطن العربي، وكان من حظهم أن نظام بلادهم ليس عسكريا، بدليل أن “العسكري” الذي حكم في غفلة منهم قد اضطر إلى الهرب ومعه زوجته الخياطة ذات الجواهر التي قدمت اليها كرشاوى وهدايا نفاق من اهل النفاق والمصالح والاغراض المشبوهة.
وإذا كانت انتفاضة تونس قبل عشر سنوات قد استولدت “ثورة يناير” التي شكلت نقطة تحول في التاريخ العربي، برغم التآمر على شباب مصر الرافض للفساد وحكم العسكر، كما حكم الاخوان في ما بعد، ليعود العسكر بدباباته ماشيا فوق جثث الشباب في مصر، بغض النظر عن انتمائهم السياسي،…فالرئيس المخلوع محمد مرسي وصل إلى السدة بانتخابات مباشرة نافسه فيها سياسيون معروفين (عمرو موسى) ومناضل ناصري هو حمدين صباحي تمهيداً لمن ذلك لم يمنع عودة العسكر إلى الامساك بمفاصل السلطة جميعاً وايصال عبد الفتاح السيسي إلى سدة الرئاسة..وهو لم يتأخر ترقية نفسه من رتبة عميد إلى رتبة مشير.
..وهذا أمر، كما تعرفون، لا يحتاج إلى قرار ، ولا إلى استفتاء، ولا انتخابات.