إن عمر الإبداع لا يقاس بزمن، وإن تضحيات الرجال الكبار من صناع مجد الأمة أعظم من أن يحيط بها نظم من الشعر أو نثر من الخطب، وما يثبت أنك في خلال الاعوام الأربعين من مسيرة «السفير» بقلمك وإبداعك وإيمانك بالعروبة طريقاً إلى العزة، وما رفعت فيها من مداميك النجاح حجراً حجراً، بالدمع والدم والعرق، فإن ذلك لتعجز عنه إدارات ومؤسسات رسمية. فأصبحت «السفير» الغراء مؤسسة إعلامية في الطليعة، ليس فقط على مستوى لبنان بل على مستوى الأقطار العربية، كما حظيت باحترام في كثير من أنحاء العالم. وبقيت أنت العلامة الفارقة في الإعلام العربي كله، بثبات العقيدة والخط القومي العربي الملتزم، معبراً في مواقفك اليومية عن مشاعر الملايين من أبناء الأمة الذين لا صوت لهم، مشجعاً صمودهم في مواقف الحق ومواجهة الباطل، ومجسداً أحلامهم بمستقبل واعد وعيش كريم.
وبقيت فلسطين يا أخي طلال، وبقيت أحلام الوحدة المنسية في ضمير «السفير» وفي أعماق قلبك الكبير صرخة مدوية في وجه التخاذل العربي، والحالة المأساوية التي تتخبط فيها الأمة، ولم يثنك عن إيمانك ترهيب أو ترغيب، ولا ما تعرضت له على أيدي السفاحين والجلادين، ما يشهد على صلابة عودك وقوة إيمانك بربك ووطنك وعروبتك.
قد لا تعجب البعض صراحة طلال سلمان وجرأته في قول الحق، وفي النصح بلا مواربة أو من وراء حجاب، ولكنني على ثقة بأن هذا البعض برغم اعتراضه، فهو يحفظ كل التقدير والاحترام.
وستبقى «السفير» مشرقة في فضاءات السنين القادمة هدياً ونوراً، وصوتاً للضمير اللبناني والعربي، ونموذجاً للاعلام الصادق الملتزم برغم كل الضغوط النفسية والمادية التي سقطت أمام عنادك وتحديك نوازل الزمن الصعب.
عمر زين