موسم الجنون الانتخابي يصلح موضوعاً لمسلسل كوميدي من النوع الرديء الذي يثير المزيد من الشجون بدل أن يدفع إلى الحماسة والتوجه الفوري إلى صناديق الاقتراع.
في الغالب الاعم: هي مشاهد مُهينة للناخب في لبنان الذي تتبدى جموعه كقطعان من الاتباع. لا هم عندها ولا مهمة امامها الا الهتاف “للمرشح القائد”، والتصفيق لكلماته العصماء، بل والاندفاع إلى حمله على الاكتاف لاقتحام المجس النيابي بقوة.. الارادة الشعبية!
إن معظم الافلام الدعائية رخيصة المضمون، مثقلة بالنفاق، تجتهد في طمس الهوية السياسية للمرشح وتقديمه كفاعل خير، وكمخطط عظيم، وصاحب برنامج مثقل بالإنجازات والوعود بأكثر مما تم حتى الآن.
من الصعب، مثلاً، معرفة موقف المرشح لتمثيل الشعب من العدو الاسرائيلي، من الحرب في سوريا وعليها، من الغزو الاميركي للعراق، من حقوق الشعب الفلسطيني في ارضه، خصوصاً في هذه الايام، عشية الذكرى الخمسين للنكبة، والتي يرتفع فيها عدد من الشهداء على مدار الساعة في مختلف ارجاء الارض المقدسة من غزة هاشم الى القدس الشريف.. من غير أن ننسى عنوان البطولة والصمود عهد التميمي وأبيها وطابور الشهداء او المرشحين للشهادة، من اجل الحرية وحفظ كرامة ارض الانبياء والقديسين ودرب الآلام ومسرى الاسراء والمعراج.
المرشحون كثر، وظاهرة المرشحات تحتل مكانها ومكانتها في وجدان الناس، الذين ينتبهون ـ متأخرين ـ إلى أن المرأة تشكل النصف الاجمل في المجتمع..
المشكلة التي تواجه الناخبين (والمرشحين) تتمثل في “الصوت التفضيلي” الذي سيزرع المزيد من الخصومات والعداوات بين الاصدقاء .. وربما بين الاخوة.. والكل يُحار في فهم هذه البدعة التي تقدم إلى الناخبين منقوصة ومقطوعة عن جذورها.