إنه الاستثناء، بشخصه، كما بكفاءاته، بوده العميق، كما بشجاعته الأدبية التي تجعله في الخصومة فارساً وفي الدفاع عن الحق والقيم، والصداقة والوفاء، فارساً.
هو الاستثناء! ليس ابن دار زعامة، وليس سليل اقطاع. مع ذلك فهو يكاد يكون معروفاً في آخر قرية من لبنان، جبلا وبقاعاً، جنوبا وشمالا فضلا عن الاميرة بيروت. بل انه معروف اكثر من عديد من الرؤساء والأمراء في العديد من العواصم العربية. يشهد له خصومه قبل محبيه وأصدقائه،
مكانته في دمشق ليست أقل مما هي في بيروت، وفي الرياض ليست اقل منها في القاهرة، وفي اليمن ليست اقل مما هي في الجزائر… انه «العربي» المكتمل!
جان عبيد: نسيج وحده.
لقد بنى شخصيته المميزة يوماً بعد يوم، وبنى علاقاته بالناس على مدار الساعة، لا يقصر في واجب ولا يغيب عن صديق في محنته، ولا يشمت بخصم اذا نكب، بل يقف الى جانبه مواسياً.
جان عبيد: يكاد يكون الوحيد الذي كلما اوصلته كفاءته الى منصب، قال الناس: إنه يستحق الأعلى.
لذلك فإن جان عبيد سيكون شهادة لطرابلس التي فيها نشأ وفيها تعلم وفيها تظاهر رافعاً صوته بالمطامح الوطنية والمطالب التي تعنيها، طرابلس التي حملها دائماً في قلبه وانتمى الى تاريخها القومي بوعيه بمصالحه، اذا ما افترضنا ان له مصالح في أي مكان!
تاريخ طرابلس يشهد لها بالوفاء، فكيف بها مع هذا الذي يباهي أقرانه بأنه ابنها، وبأنها صاحبة الفضل في ما هو عليه وفيه.