وحدت “كورونا” العالم، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، ساحلاً وجبلاً، وصولاً إلى اعماق البحار واطراف الصحارى والبوادي التي غاب عنها البشر منذ زمن بعيد.
وحدت بين الامراء والخدم، بين “الصُفر” في الصين و”السود” في افريقيا، لم تتوقف امام سمر البشرة او امام بيض الوجوه: الكل امامها اهداف مشروعة، من تصبه تدخله المستشفى، ومن ينجو منه كمن كتب له عمر جديد.
تجاوز الخوف من المرض الوافد، الكورونا، الخوف من الملاريا والحمى وسائر الامراض المعدية: كف الناس عن مصافحة بعضهم البعض إذا ما تلاقوا، مصادفة، باعتبار أن الكل متحصن في منزله لا يغادره الا للضرورة القصوى، والخوف من شبح الكورونا يتجاوز كل ما سبقت معرفته من اسباب الرعب.
فجأة، اكتشف الانسان الجبار، متسلق الجبال، المتمشي فوق سطح القمر، عابر البحار والصحارى، انه ضعيف متهالك، وجبان متخاذل، امام جرثومة وافدة لا ترى بالعين المجردة، ولا يمكن رصد حركتها لاتقاء اجتياحها البلاد وأهلها في غمضة عين..
عاد الانسان المتجبر، المتكبر، المستقوي بذاته ـ إلى الاعتراف بضعفه وقلة حيلته في مواجهة الوباء الذي لا يُرى الا بعد تمكنه من ضحاياه، والذي لا دواء له الا العزلة.. والامتناع عن الاختلاط بالآخرين أو مصافحتهم، فضلاً عن تبادل القبل.. حتى مع الجميلات اللواتي اشتهى ضمهن وعناقهن والسباحة في بحر شعرهن المعطر.
احمِ نفسك تحمي غيرك.
اقفل على نفسك الباب واكتب: ممنوع الدخول، والداخل مسؤول عن نشر العدوى، سواء أجاء بها ام أخذها ممن استقبله.
وقديما قيل: درهم وقاية خير من قنطار علاج!
وقريبا سيتمكن العقل الانسان من اسقاط “الكورونا” بالضربة القاضية!