يستحق جورج عبدالله التكريم بدلاً من النسيان واهمال قضيته.
يستحق أن تتحرك الدولة في لبنان مطالبة باستعادته من فرنسا التي امضى في سجونها حوالي اكثر من نصف عمره، اذ اعتقل وهو في عز شبابه، في فرنسا، وحوكم مراراً، وتبدى في لحظة وكأن المحاكمة التي كانت اهدافها السياسية المعلنة قد انتهت وسيفرج عنه (في اوائل سنة 2013)… لكنه ما زال معتقلاً حتى اليوم.
ننشر بعض الكتابات القديمة في ثلاث حلقات عن أعرق “سجين سياسي في العام”، الذي كان العرب والعديد من الشعوب يعتبرونه من المجاهدين..
جورج ابراهيم عبد الله أقدم سجين في فرنسا
جورج ابراهيم عبد الله، أقدم السجناء في فرنسا، مسجون منذ اكثر من اربعين عاما بتهمة التواطؤ في اغتيال الديبلوماسيين، الأمريكي تشارلز راي بباريس، والاسرائيلي ياكوف بارسيمنتوف بستراسبورغ ما بين 1981 و1984 متواجد حاليا في سجن لانيمزان بمقاطعة أعالي البيرينيه.
بمرور السنين أصبح جورج إبراهيم عبد الله من أقدم السجناء في فرنسا، انتهت مدة سجنه في العام 1999 وحصل على حكم بالإفراج المشروط في العام 2003، لكن المحكمة استأنفت القرار وألغي في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2004 بعد ضغوط أمريكية.
اعتقل في العام 1984، وخلال محاكمته بمدينة ليون في العام 1986، أدين بتهمة التواطؤ في اغتيال الديبلوماسيين.
يعتبر محامي جورج، جان لوي شالانسيه موكله أقدم سجين سياسي في أوروبا وجزء من الثورة اللبنانية. كان جورج يناضل ضد اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وكان جورج ابراهيم عبد الله مؤهلا منذ سنوات عدة لعفو مشروط، لكن محكمة التمييز رفضت طلباته التسعة.
أثر مصير جورج ابراهيم عبد الله على أعداد كبيرة من الناشطين المقربين من اليسار المتطرف، والذين يتهمون الحكومات الفرنسية المتعاقبة بالتعنت، وينظمون تظاهرات ويطالبون بالإفراج عنه.
أما في لبنان، فقد أصبح مصير جورج ابراهيم عبد الله “قضية وطنية“، وقد سبق وأن طالب مسؤولون لبنانيون سابقون خلال زيارات رسمية إلى فرنسا الافراج عن هذا المواطن الذي يوصف دائما بأنه “سجين سياسي”.
وعادة ما تنظم لجنة دعمه تجمعات كبيرة في ذكرى اعتقاله أمام سجن لانيمزان للضغط على الساسة الفرنسيين من أجل الإفراج عنه.
من هو جورج إبراهيم عبد الله
اسم جورج إبراهيم عبد الله ارتبط بالكفاح المسلح في فترة الثمانينايت، هو يتقن عدة لغات، وأسس الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، الحركة الماركسية الموالية لسوريا في العام 1980.
تبنت هذه الحركة خمس هجمات ما بين 1981 و1982 أدت لمقتل أربعة أشخاص.
ومنذ سن الخامسة عشرة، نشط جورج ابراهيم عبد الله في الحزب القومي السوري الاجتماعي، وخلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1978 جرح وانضم مع أستاذه وديع حداد الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وبعد سنتين أسس مع عشرة اشخاص آخرين بينهم أربعة من إخوته وخمسة من اقرباء آخرين الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية.
وكان على اتصال مباشر مع منظمات العمل المباشر والالوية الحمراء والفنزويلي كارلوس، احد رموز “الارهاب” في تلك المرحلة.
خلال محاكمته بمدينة ليون في العام 1986 قال جورج إبراهيم عبد الله للقضاة: “الرحلة التي قطعتها حكمتها الانتهاكات لحقوق الانسان في فلسطين وأنا مناضل ولست مجرما”.
حين تم اعتقاله في العام 1984 قدم جواز سفر جزائريا بينما كانت بحوزته جوازات سفر من مالطا والمغرب ومن اليمن، لكن الاستخبارات الفرنسية كشفت عن هويته.
من جهتها تعتبر الحملة الوطنية لتحرير الأسير في السجون الفرنسية جورج ابراهيم عبد الله أن استمرار اعتقاله هو فضيحة للسلطات الفرنسية، وطالبت الحكومة اللبنانية بوضع ملف عبد الله على الطاولة وإنهاء ما وصفته بالاستهتار في هذه القضية.