تتأكد يوماً بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة، حاجة الانتفاضة الشعبية التي عمت لبنان بعاصمته النوارة التي تنبض ساحاتها بمطالب الشعب، إلى برنامج عمل يحتوي مطالبها التي نطقت بها شعاراتها بالصوت والصورة والهتاف المدوي واهازيج الفرح باكتشاف الذات.
لقد تأكد اللبنانيون، اخيراً، وبالملموس، انهم شعب واحد بمطامح ومطالب موحدة، وان الطائفية والمذهبية وما اشتق منهما ليست الا سلاح المعسكر المضاد، أي الطبقة السياسية والاحتكارات المالية والاقتصادية، التي تتعامل معهم وكأنهم “عبيد” او “اجراء مياومون” فان أحسنوا رعتهم بالتوظيف والترقية من رأس الإدارة حتى الحجَّاب.
كشفت “الساحات” أن “زعاماتهم التقليدية” من الطائفية جاءت، وبالطائفية تحكم مفيدة من موقعها الممتاز في توظيف الرعايا او ترقيتهم وفق القواعد الطوائفية ذاتها، الا من لم يثبت اخلاصه لالتزامه بطائفيته وقياداتها الابدية فلا مكان له في الادارة الحكومية، او حتى في القطاع الخاص.
الطائفية فوق، في الرئاسات، والوزارات، والنيابات والمواقع القيادية في الادارات، بل وفي المواقع جميعاً بما فيها مواقع الحجاب وعامل المقهى.
تحقق المتظاهرون الطامحون إلى تحويل حراكهم إلى ثورة، إن نظامهم السياسي قد ابتدع ليلغي، مع الدولة، وحدتهم كشعب… فهم في نظره طوائف ومذاهب شتى متنافرة، متزاحمة، متصادمة بما يلغي الشعب ومعه الوطن.
أخطر ما حققته هذه الانتفاضة، حتى اللحظة، انها كشفت للبنانيين كل ما يمنعهم من أن يكونوا شعباً، وبالتالي ما يمنع هذه الانتفاضة الرائعة من تحقيق اهدافها.
فلنأمل أن تكون الانتفاضة قد باشرت المهمة النبيلة بإسقاط الطائفية..
برغم أن “رموز” هذه الطائفية قد أعدوا الكمائن “لاستثمار” الانتفاضة في ما يحقق اغراضهم الخبيثة.
هل ينفع التنبيه إلى خطورة الانزلاق إلى حيث يتم اغتيال الانتفاضة.