الحمد لله: لقد انتهت “حرب الانتخابات النيابية” بأقل الخسائر..
تجاوز “الناخبون” معضلة “الصوت التفضيلي” بصعوبة، من دون أن يفهموا سر اقتطاع هذا الصوت وتركه “لغزاً”، يسيء إلى الديمقراطية وحرية الاختيار بدل أن يكون في خدمتهما..
وتجاوزت اكثريتهم الساحقة اغراءات بيع الاصوات في سوق النخاسة انطلاقاً من يقينها بأن من يبيع صوته لا يستحق أن يكون ناخباً، وان هذه الانتخابات ليست “ثورة التغيير” ولا هي تشكل خطراً على النظام الطوائفي القائم، بل هي ستعزز من صموده فوق صدور الرعايا.
…وها هي طواحين الهواء تدور لتشغل الناس بمعارك وهمية حول رئاسة المجلس النيابي وحول الحكومة الجديدة ـ القديمة.. وكل ذلك من المسلمات والبديهيات..
أما ما يشغل الناس فهو اوضاعهم المعيشية، وكيفية الحفاظ على ابنائهم في وطن الارز، بعدما تخرجوا من افضل الجامعات وغدوا مؤهلين لصنع الغد الافضل الذي طالما طمحوا إلى تحقيقه..
ليس ما يبشر بالخير في ما يتصل بالأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد وتمنع النوم عن مداعبة عيون العباد.. فالمصارف قد ازدادت نفوذاً، خصوصاً وان “نوابها” المدافعين عن ارباحها وابراجها قد زادت اعدادهم، وتعاظم نفوذهم بالديمقراطية!!..
أما في السياسة فأعداد النواب الاعظم طائفية، قد تزايدوا بفضل هذه الديمقراطية الطوائفية.. المذهبة! ولقد خرج بعضهم على الناس شاهراً طائفيته، معتزاً بلونه الطائفي الممتاز.
تكفي نظرة إلى الكتل النيابية الجديدة ـ القديمة وهي تتباهى بأن نوابها قد ازدادوا عدداً، مما يؤكد صدق تمثيلهم لطوائفهم..
…ويبقى “المواطن” يتيماً، كعادته، ومضطراً للوقوف امام ابواب المرجعيات الطائفية والمذهبية من اجل وظيفة حاجب فما فوق، لكي يستطيع اطعام اطفاله.. ومن ثم تعليمهم ليستطيعوا الوصول إلى جنة الوظيفة العامة.. او ركوب الطائرة إلى ابعد بلد عن جحيم الديمقراطية الموعودة في لبنان.