طلال سلمان

حلف سلام الى هجوم

هي صدفة خير من ميعاد: أن يتزامن انعقاد المجلس الأعلى للقيادتين السياسيتين في كل من سوريا ولبنان، اليوم وغدù في دمشق، مع الاجتماع الاستنفار الذي قررته واشنطن واستدعت اليه وزراء خارجية »حلف السلام«، أي مصر والاردن وسلطة رئيس الشرطة في غزة واسرائيل، والذي سيبدأ أعماله غدا (الاحد)، قافزù من فوق العطلة الاسبوعية للادارة الاميركية!
في لقاء دمشق سيكون الموضوع: الصمود طلبù للسلام العادل والشامل،
أما في اجتماع واشنطن فسيكون الهمّ الطاغي: توفير الحماية لكل اولئك الذين تعجلوا فدخلوا »الحلف« مع اسرائيل فإذا السلام يبتعد عنهم ولا يقترب، واذا الافلاس يتهددهم وينذرهم بسقوط وشيك وكانوا يفترضون انهم اشتروا بتواقيعهم الامان والسلامة والحكم المديد!
في دمشق ستكون الصورة واضحة: الصمود مكلف، لكنه أقل كلفة بما لا يقاس من التفريط والاستسلام بذريعة السعي الى السلام،
أما في واشنطن فستكون المعضلة شديدة التعقيد: من يموّل الاستسلام فيحمي أطرافه العرب من التهاوي أو الموت؟! ومن يمنع الفلسطينيين من تفجير انفسهم بقوات الاحتلال الاسرائيلي فيؤمن الاستقرار والشعبية لحكومة اسحق رابين؟!
لقد بدأ »حلف السلام« دفاعيù في اللقاء الرباعي الذي ارتجل انعقاده في القاهرة، كرد سريع على قمة الاسكندرية، وتحصين عاجل لحكومة رابين بعد العملية الاستشهادية المميزة في ناتانيا.
ومع ان الدعوة صدرت من شمعون بيريز، والضيافة كانت على حسني مبارك، فإن واشنطن لم تتأخر كثيرù في اعلان نفسها راعية لهذا الحلف الطارئ بين المفلسين الأربعة.
وها هي واشنطن تحاول ان تضفي على ذلك »الحلف« المفتعل الطابع الهجومي، فتوجه »مذكرات إحضار« الى السعودية وبعض امارات الخليج، وكذلك الى دول المغرب العربي، لكي تشركها في الحملة الجديدة لإنقاذ اسحق رابين والمتورطين معه.
كانت المهمة، بداية، إنقاذ ياسر عرفات،
لكنها الآن اصبحت اكثر شمولاً؛ فلا بد من انقاذ »بطل السلام« الاسرائيلي بداية، ولا بد من تأمينه ضد المخاطر التي تتهدده داخليù، ثم بعد ذلك يمكن البحث في احتياجات المحاصرين بأزماتهم الاقتصادية والاجتماعية في كل من مصر والاردن وسلطة الشرطة في غزة.
من هنا الاستنجاد بأمين الصندوق في الرياض (وبعض الخليج).
أما النظام المغربي فيدعى بوصفه انه كان ويبقى الوكيل المعتمد لهذا المنهج الذي تتماهى فيه الحدود بين المصالح الاميركية والمصالح الاسرائيلية، وتتوحد فيه السياستان بإدارة بحت اسرائيلية.
ومنطقي ان ترفض السعودية المشاركة في الاجتماع الاستنفار لأطراف »حلف السلام« هذا… فهي ما شاركت في قمة الاسكندرية إلا بدافع خوفها من التداعيات السياسية للاتفاقات المنفردة التي نقلت »الحرب« الى ساحتها الداخلية.
وليس سرù على السعوديين ان الملك حسين كان عراب تلك الزيارة الغارة التي قام بها اسحق رابين لسلطان عمان، والتي اوصلته الى غرفة نوم النظام السعودي.
لا يعيش »حلف السلام« إلا بمال عربي،
والحمد ” على ان المال المتبقي في حوزة حكام النفط العربي اقل مما يكفي لإنقاذ هذا الحلف الاسرائيلي المتلفع بالعباءة الاميركية.

Exit mobile version