الدخول إلى النادي السياسي في لبنان مكلف، والحكم »يهري« ويستهلك المستمتعين بخيرات نعيمه!
بين رفيق الحريري الاول ورفيق الحريري الثاني مسافة شاسعة، يمكن قياسها بالفارق بين عدد من منحوه ثقتهم لحكومته الاولى قبل عامين ونصف (94) والذين منحوها لحكومته الثانية (76)، او عدد من حجبوها او امتنعوا مباشرة او بالغياب في الحالين (34 الى 50 نائبù، امس)..
انتهى زمن »السوبرمان« والرجل الذي لا يقول له احد: »لا«!
هبط رفيق الحريري من مستوى الرجل المحصن بأعمال الخير والاحسان وبأنه موضع الاجماع الى مستوى »الطرف« و»الفريق« له من يحازبه وله من يخاصمونه، وله من يتهمونه باستغلال السلطة ويشككون في ذمته المالية وهو الذي جاءه معظم رصيده السياسي من رصيد ثروته باعتبارها تعصمه من شبهة »الطمع« والصفقات المجزية.
ربما يكون هذا لمصلحة »الحكومة« كمؤسسة، اذ تضطر الى اثبات جدارتها بالثقة وعبر »انجازها«، بدلا من الاستمتاع بظل خيمة الحريري والتلطي خلف حجمه الاسطوري مطمئنة الى انها مثله فوق الحساب!
أطرف ما في »جلسة التأتأة« ذلك الخلاف على الاصوات التي نالتها الحكومة. وهل اعطى الثقة 74 نائبù ام 76 ام 79؟!
وكان واضحù ان الوزراء لم يهتموا كثيرù بالرقم، المهم انه بات بإمكانهم ان يوقعوا كوزراء، وعلى هذا تبادلوا التهاني!
* * *
قال لي صديق: لقد اقفلت الصوت وانا اتفرج على الحكومة تواجه النواب في جلسة الثقة التي امتدت يومين… ونتيجة لذلك فقد فهمت البيان الوزاري تمامù، كما فهمت ما قاله النواب جميعù موالين ومعارضين وبين بين،
هل كان الموقف يحتاج الى كلام؟!