طلال سلمان

حكاية فكرة طلال سلمان

رحل صحفى لبنانى من طراز خاص.. عبر عن العصر الذى عاشته منطقة الشرق الأوسط طويلا، وإغراقها فى السياسة، إنه طلال سلمان ( ٨٥ عاما) صاحب، ورئيس تحرير جريدة لبنانية شهيرة (السفير)، التى كانت صوت الناصريين، واليساريين فى المنطقة العربية سنوات طويلة، والتى صدرت عام ١٩٧٤، وتوقفت فى أوائل عام ٢٠١٧.

كان طلال سلمان يكتب زاوية على الطريق, وكان له قلم لاذع، وصاخب، وأسلوب صحفى لا تخطئه العين.. يجعلك تجرى وراء كلماته لتعرف نهايتها، إن كنت عرفت بدايتها.. ولغته، وفكرته، اتفقت أو اختلفت معه، كانت حية، وواضحة، وهو من الذين يؤمنون بالقضايا السياسية، ويُغرِقون فيها، ويدافعون عنها حتى الموت، وأبناء مهنة الصحافة يعرفون طلال سلمان جيدا، لأنه من الذين عاشوا على الخبر، والتحقيق، والقصة الصحفية بكل أنواعها، ومشتملاتها، والحديث الصحفى الذى يبحثون عنه، ويقدمونه طازجا لقارئهم، وقد كان يلتقيه زعماء، وقادة المنطقة كلهم فى ذلك الوقت.

لقد عشنا نختلف، وننظر دوما لطلال سلمان أنه معاد لكل ما حدث فى مصر فى سنوات الرئيسين الراحلين السادات ومبارك منذ السبعينيات إلا قليلا، من منظور أن مرجعية الرجل، وصحيفته كانت الجماعات الناصرية، واليسارية، التى وضعت السادات، وخليفته فى موقع الأعداء، حتى قضية السلام التى أنقذت الشرق الأوسط كانت محل رفضهم، وعداوتهم، ولكنك لا تستطيع، أى بالمهنية، والصحافة، أن تتناسى السفير، وتأثيرها فى لبنان، وفى المنطقة العربية، وقد تجمع حولها الكثيرون.. يجب أن تقرأ لتعرف كيف يفكر من يعاديك، ومن يتخذك عدوا، لأنك اتخذت قرارا لا يعجبه، وليس من مرجعياته السياسية، وفى الحقيقة كانت مهنية طلال سلمان تشفع له فى الكثير من موضوعاته، وعندما احتجبت السفير عن الصدور للمشكلات التى كانت تعانيها أدركت أهمية أن يكون الوطن متعافى، ويتخلص من أزماته الاقتصادية، فالصحف لا تعيش إلا فى مجتمع متطور سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا.

رحم الله طلال سلمان صاحب السفير، الذى كان صحفيا قديرا، وصاحب قلم، وقد أحب وطنه لبنان، كما أحب مصر، وآمن بأن دورهما ملتزم فى المنطقة العربية.

الاهرام

Exit mobile version