…ويتحدثون عن “صفقة القرن”!
وصفقة القرن لمن لم يفهم المقصود، او ادعى انه لم يفهم القصد، لا تعني شيئاً غير تصفية القضية الفلسطينية وتثبيت كيان الاحتلال الاسرائيلي فوق تلك الارض العربية التي كان اسمها فلسطين، وسيبقى اسمها فلسطين، ولو أنكر العالم كله هويتها الاصلية وزور تاريخها ووجود شعبها فيها على امتداد الدهور.
“صفقة القرن” تعبير اطلق، في البداية، من البيت الابيض في واشنطن، بعدما استطاع الرئيس ـ الوعل دونالد ترامب تطويع امراء النفط والغاز في الارض العربية، وعلى حسابهم، كمدخل لإقناعهم بعبثية الشعارات المتطرفة مثل “تحرير فلسطين” و”القضاء على الكيان الاسرائيلي” و”تحرير كامل الارض العربية”، و”التوجه إلى بناء دولة الوحدة العربية” الخ..
أما “رئيس السلطة الفلسطينية ” فلم يكن له حق الاعتراض، وهو لو تمتع بهذا الحق لحالت ظروفه البائسة دون استخدامه، جدياً وبشكل فاعل.
في “صفقة القرن” تتجاور تواقيع الملوك والامراء العرب ورئيس حكومة العدو الاسرائيلي، تحت الرعاية الاميركية التي ربما غدت “دولية” اذا استطاعت واشنطن اقناع “حلفائها” الغربيين بالتوقيع عليها، ثم اذا تمكنت من اغراء روسيا بحصة لها في المنطقة العربية (هي بين يديها في اية حال) فضلاً عن انها قد وطدت علاقاتها بالكيان الاسرائيلي إلى الحد الاقصى، مؤخراً، وبذريعة حماية وجودها العسكري في سوريا..
لا مصر، المكبلة باتفاقات العار في كمب ديفيد قادرة على الاعتراض..
ولا سوريا الغارقة في دمها بسبب الحرب فيها وعليها..
أما العراق فمشغول بذاته، وغيابه عن “مسرح العمليات” وان ظل قادراً على اعلان رفضه، ولو كموقف مبدئي..
واما باقي العرب فان همومهم الداخلية اثقل من أن تترك لهم هدأة للتفكير بفلسطين..
المهمة ثقيلة وجليلة.. لكن فتية غزة قادرون على أن يكونوا رأس الحربة.. وبعدها سنشهد نهوضاً عظيماً قد يطيح انظمة عدة.
ولسوف تشرق الشمس من جديد، وهذه الامة تشيع “صفقة القرن” ومعها الخونة من المتبرعين بالتوقيع على التنازل عما لا يجوز التنازل عنه، لأنه أغلى من الحياة.