ممنوع على الفلسطيني من اهل غزه أن يتظاهر، سلميا..
ممنوع عليه أن يتسلح بحجر من ارضه ليصد عنه محتل ارضه..
ممنوع عليه أن يخرج إلى بحره، في سفن شراعية، تعبيراً عن حزنه على شهدائه.
ممنوع عليه أن يصرخ وجعاً وهو يرى أن ارضه مصادرة وغده مصادر، وانه بلا مستقبل، ولا يملك حاضره او حتى ماضيه.
عبثاً ينتظر النجدة، فأشقاؤه في شغل يأخذهم منه إلى عدوه، فاذا لم يذهبوا اليه استدعوه إلى بلادهم، التي كان يتوهم انها بلاده، وإذا كل ما كان يؤمن به من قيم ومبادئ مجرد شعارات تلتهم السلطة، وتلتهم معها بعض فلسطين، ثم بعضها، فبعضها حتى يسقط الاسم المقدس وتصير “اسرائيل”.
يسمعهم يتهامسون: ولماذا ينتفض اهل غزه؟ لماذا لا يستكينون كما أهل الضفة الغربية، كما اهل العرب في الانحاء جميعاً، مشرقاً ومغرباً؟! لماذا يصرون على مقاومة القدر؟! انهم عنيدون، بزعم انهم مناضلون او مجاهدون يعملون لتحرير الارض والارادة! فأما الارض فقد اخضعها العدو القوي الذي يحظى بتأييد العالم كله..
يزيدون من رفع مستوى الهمس: ماذا يريد اهل غزه؟! هل هم امة من غير العرب؟! ها هي القيادات العربية تتصل بمن كان في الماضي “عدواً” وغداً الآن “حليفاً” لمواجهة “الخطر الايراني”!
ليهدأ أهل غزه فندفع لهم ما يرضيهم، فيعمرون بلادهم لتكون منتجعاً سياحياً اجمل من بيروت والاسكندرية.. او يجعلونها منطقة حرة فيتفوقون على دبي وسنغافورة، وتنهمر عليهم الدولارات كالمطر!.
..لكن اهل غزه يحبون ارضهم شبه الصحراوية ويرونها تشابه جنة رضوان..
وفي أي حال فقد اثبت الشهداء أن غزه اقصر طريق إلى الجنة..