يتكئ الملوك والرؤساء وأولياء العهود والامراء على آرائكهم الوثيرة، قبل أن يسألوا وزراء اعلامهم: ماذا في الأخبار؟
يباشر الوزراء تلاوة الدرس المعاد: آخر تصريحات ترامب، فوزير خارجيته الجديد الذي يحاول التعرف إليهم ويحاولون معرفة ما يحب ويستطيب من المآكل ويبهره من الهدايا.
فجأة يدخل ضيف صديق يسلم ويجلس ثم يستعد لتقديم تقريره قبل أن يُسأل: ما وراءك..
ينقل تحيات المسؤولين في البلاد التي جاء منها، ثم يقول بصوت فيه رنة حزن: لا أدري، طالت اعماركم، أن كنتم قد سمعتم آخر الاخبار؟ لقد بلغ عدد الشهداء في غزة، حتى الساعة، اكثر من مائتي شهيد ومعهم حوالي الف جريح معظمهم من الفتية والفتيات، ومنهم بعض الاطفال ايضاً..
يهز “الكبار” رؤوسهم ويبسلمون ويحوقلون، قبل أن يعودوا إلى سؤال الضيف الذي عكر مزاجهم في جلسة الانس التي يتلاقون فيها، مغرب كل يوم، قبيل الافطار الرمضاني: قاتل الله اهل الشر.. انهم يحاولون إفساد صيامنا.. في أي حال سنخصص، مع كل صلاة، جملة من الادعية، وسنتوجه إلى العلي القدير بأن يفرج كربة اهلنا في فلسطين.. ولسوف نرسل إليهم بواخر تحمل السحور والافطار حتى يحسن صيامهم فيحسن ايمانهم.
وأضاف أعظمهم ايمانا فقال بلهجة ابتهال:
ـ اللهم، اننا لا نسألك رد القضاء، ولكننا نسألك اللطف فيه..
وقام الضيف يستأذن بالانصراف وهو يقول: سأبلغ اهلنا في غزة ما قررتموه..
والتفت كل “سلطان” إلى صاحبه وعلى وجهه علامة سؤال: وهل قررنا شيئاً.. ام أن صاحبنا كلف نفسه بإنقاذ فلسطين .. منا؟!