كان من الأفضل والأكرم للرئيس ميشال عون، ومقامه المحترم، لو أنه لم “يتورط” بالتحدث إلى اللبنانيين المحتشدين في ساحات المدن والقرى من أدنى لبنان إلى أقصاه، من بيروت وضاحيتها النوارة، إلى طرابلس الفيحاء ورشيد كرامي، إلى صيدا معروف سعد، إلى صور التي طالما حوصرت فلم تستسلم لا للإسكندر ولا لغيره، إلى عاليه وسائر المدن والبلدات في الشوف والاقليم حيث في كل شبر شهيد، إلى عكار المفقرة بقرار، إلى بعلبك والهرمل وسائر القرى التائهة عنها الدولة.
لم يستطع ميشال عون الذي خاض حربين: ضد بيروت، بعنوان “طرد الاحتلال السوري”، والثانية ضد جعجع و”القوات اللبنانية” شريكته الآن في الحكم.. في انتظار أن يتحقق “الإبراء المستحيل” وتسلم “الحكيم” الذي لم يكمل دراسة الطب منصب “صاحب الفخامة”.
لم يستطع فخامته أن يقول ما يمكن أن يصدقه الناس وصهره جبران هو الآمر الناهي الذي ينصب نفسه “ملكاً” فوق الرؤساء الآخرين والوزراء والنواب الذين يرى في الموالين منهم حاشية له بينما “يقاتل” المعارضين منهم في عقر دورهم البعيدة عن البترون التي اسقطته مرتين في الانتخابات حتى تمكن منها في الدورة الثالثة بأساليب شتى بينها السيف والدولار والمنصب السامي بالمصاهرة.
لم يستطع فخامته أن يوقف النهب والسرقات الموصوفة التي يرتكبها أعوانه وشركاؤه في السلطة.. بل أن كلمته فاقدة المعنى أمام وقائع الحياة المعاشة، مرت في الهواء كغمامة لا تمطر، وواصل الناس اعتصامهم والتظاهرات السلمية غير المسبوقة في تاريخ لبنان.
ولقد رد عليه المعتصمون في الشوارع الهاتفون ضد “كلهم” و”كلهم تعني كلهم”.
سامحك الله يا فخامة الرئيس، لقد قدمت للمتظاهرين والمعتصمين في ساحات المدن والقرى جميعاً في مختلف أنحاء لبنان سبباً إضافياً للإصرار على مطالبهم المشروعة.