في مثل هذه الأيام، كل أربع سنوات، تتركز أنظار الناس وأسماعهم في مختلف أنحاء العالم على واشنطن، لمعرفة هوية الرئيس الأميركي الجديد.
لا يهم الناس “هويته الحزبية”، فالفوارق بين الجمهوريين والديمقراطيين كالفوارق بين طفلين لما تكتمل ملامحهما.. فالعبرة، من قبل ومن بعد، في زعيم المعسكر الرأسمالي في العالم، هي في برنامجه الإنتخابي وما يمكن أن يحقق منه.
هذا التصنيف لا يعني العربان، فكلهم تقريباً، والإستثناءات معدودة، مع المرشحين الإثنين حتى إعلان النتائج فينحازون إلى الفائز، ما عدا تلك القلة القليلة المؤمنة “بمبادئها” والتي لا تغير جلدها وموقفها مع تبدل إتجاه الريح!
..ومفهوم أن الرئيس الأميركي، قبل الترشيح وبعده، ومثله نائبه، مع إسرائيل محتلة، ومعتدية وقاتلة للشباب الفلسطيني المناضل، لا فرق بين الذكر والأنثى، وبين العجوز إمرأة كانت أو رجلاً.
لا أحد يستطيع رسم الخط الفاصل بين العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية… لا سيما وأن الدول العربية، بغالبيتها، بلا موقف، بل أن معظمها مع أي إدارة أميركية طالما أن لا فرق بين الجديدة والقديمة خاصة في ما يتصل بالعدو الإسرائيلي وبحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه.
وما دام العرب متفرقين، وغالباً متنابذين ولا يأبهون لموقف الرئيس الأميركي من العدو الإسرائيلي الذي جاء غازياً واحتل الأرض العربية بقوة السلاح والتواطؤ الدولي مع المشروع الصهيوني المعزز بالدعم الدولي، الغرب والشرق وما بينهما، فلسوف تظل إسرائيل “المحتل” تنهش من لحم فلسطين، شبراً بعد شبر، والعرب يتفككون ويتناحرون ويتراهنون على السباق إلى إسرائيل.. إلا قلة قليلة آمنوا بربهم فزادهم هدى!