ساعدوني
لم أعثر عليّ بعد.
فتشت الامكنة كلها
المصحات وسيارات الاسعاف
سألت الجرحى الاحياء
توسلت الموتى على الارصفة
كدت اختنق
لم يدلني أحد عليّ
من أنا؟
أين انا؟
إلى اين انا؟
منزلي لم يعد موجوداً
ابتلعه العصف الاسود
مات بيتي
كيف اعود اليه
مفتاحه في روحي
لكن بابه في لامكان ابداً
اظن انه مقيم فقط في روحي
ربما اذا وجدت المفتاح استدعيه
المفتاح في جيبي
لكن لا جيب عندي ولا ثوب
أضعت احلامي كلها
لم يبق شيء منها
تشظت وتناثرت
تماما كالنافذة التي اخذها الهواء الاسود
تماما كالستائر التي فتتها ريح وفحيح
تماما كصحون وآنية صارت طحينا يابسا
تماما كالكراسي التي تشبه الارامل المزمنة
تماما كثيابي … اين ثيابي ؟؟؟ أظن أني عار…
الأثاث المنزلي اشباح ملقاة بشكل فوضوي
على منصات في الشارع تحت
تماماً كاللوحات التي فقدت جدرانها والوانها
تماماً كأخوة واخوات، كانوا، كن معي،
ثم لا أحد معي ومني
ثم لا أني…
ساعدوني، دلوني عليّ.
في الطريق إلى المستشفى
افتقدت جسدي
انتظرته طويلا ولم يحضر
قلت: لن اجدني هنا
لعلي في لا مكان هنا
لعلي حضرت موتي
وسرت في جنازة جثتي
او، لعل ليل العصف كان اطول من اسبوع
اطول من عمر.
انه الليل ولست فيه
يا جسدي الحلو
خذني اليك
عاريا خذني
جراحي زي بلون الغياب
خبئني في عتمتك
لا تتركني كالهواء بلا هدى.
اعرف انني وحيد
وانني فقيد
وان لا أحد في انتظاري
انتظر قداس القتلى
إذا
دعني ابكي قليلاً عليَّ.
مقطوعة شعرية من كتاب “أريد حذاء لروحي”