على طريقة المصارع المتوحش، والاميركي مجهول الأصل لشدة ما اختلطت في نسب عائلته الاعراق، والرجل البلا تاريخ وبلا ثقافة وبلا وعي سياسي، عديم المعرفة بأحوال الدنيا وسيرة الأمم وقضايا الشعوب المناضلة من اجل حريتها وحقها في أرضها..
هكذا تصرف “الوعل” الذي رفعته المقادير وانعدام السياسة في هذا العالم البلا جذور، المتجمع تحت العلم بنجوم بعدد اعراق الشعوب التي تتكون منها الولايات المتحدة الاميركية..
باحتقار شديد للعرب، للمسلمين، للمسيحيين، لكل المؤمنين بالله واليوم الآخر، للقرارات الدولية ومصدرها: الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، فضلاً عن الرأي العام العالمي..
يقف اليوم ترامب أمام العالم كله متحدياً: يرفع وثيقة اعترافه بالقدس الشريف عاصمة للكيان الاسرائيلي، ويأمر بنقل سفارته اليها، مستهيناً بالرأي العام العالمي، محقراً هذه الامة التي أسهمت بصنع الحضارة الانسانية، مستهيناً باتباعه من ملوكها والرؤساء والامراء الذين تفجرت صحاريهم وبحارهم بثروات خرافية من دون جهد بذلوه، ومن دون معرفة سعوا إلى اكتسابها..
والردود تصريحات شجب واستنكار وثرثرات وبيانات تحقير للأمة وتأكيد للعجز واستسلام للإهانة (مع شكر المهين) وتمنيات خجولة، وتوسل واسترحام بأن “يرحمهم” من لا يرحم، وان يعفيهم من مواجهة لا يقدرون عليها،
“من يهُن يسهل الهوان عليه …”
في انتظار الانتفاضة..
في انتظار النهوض حماية لكرامة الارض والتاريخ،
في انتظار الثورة على أنظمة العجز والتفريط بالأوطان،
في انتظار تلك الـ”لا” المباركة التي تؤكد أن الامة ما تزال حية تنبض بالعافية والارادة وحماية شرف الانتماء إلى الارض المقدسة.