مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، كل صاحب فخامة وأي صاحب فخامة، يحتل “فخامة الفراغ” القصر الجمهوري في بعبدا،
ومع انتهاء “ولاية” رئيس الحكومة، كل صاحب دولة وأي صاحب دولة، يحتل الفراغ القصر أو السراي الحكومية في بيروت..
أما رئيس المجلس النيابي فلا تنتهي ولايته مع انتهاء ولاية النواب، بل انه يستمر في ممارسة دوره كمرجعية سياسية من البيت ـ المركز لدولة الرئيس .
.. وهذا “امتياز شيعي” خلفته المصادفات التاريخية منذ أن اعتلى الرئيس نبيه بري سدة الرئاسة الثانية، و”أورث “من دون تعب، الموقع الممتاز لرئيس المجلس، سابقاً، السيد حسين الحسيني.. ومعه المقر الفخم في عين التينة.
ومفهوم أن أصحاب المعالي الوزراء يحتفظون باللقب والمكتب في الفترة بين حكومتين حتى لا يكون “فراغ” في موقع القرار… ولو شكلاً!
خلال مرحلة الفراغ هذه، يجري رئيس الجمهورية “استشارات نيابية ملزمة”، ويجري المكلف تشكيل الحكومة استشارات غير ملزمة، ويلعب رئيس المجلس دور “المترجم” و”الشارح” لوقائع ما جرى ولم يؤد الى النتيجة المرجوة
… ها هي الأمور، الآن، معلقة، حتى إشعاراً آخر،
فرئيس الجمهورية مسافر “زاده الخيال” الى لوكسمبورغ..
ورئيس الحكومة مسافر الى لاهاي لمتابعة أعمال المحكمة الدولية الناظرة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وثمة عدد من الوزراء يتجولون في عواصم الدنيا، متابعة لمصالحهم..
أما الشعب فهو “على سفر” الى أي مكان في الدنيا، في طلب الرزق، وان كان طوفان المسافرين والعائدين قد غمر صالات المطار فشل الحركة فيه.. وكان على المئات أن يناموا واقفين وهم يحتضنون أطفالهم..
والدولة بخير، مهما غاب من مسؤوليها، فقد أعتاد أهلها بطوائفهم المتعايشة برغم انفها، أن يحكمهم “الفراغ” مدداً تتفاوت بين سنة وأربع سنوات، من دون أن تتوقف فيها الصفقات والرشى والتلزيمات بالتراضي و”دعه يعمل، دعه يمر”!