طلال سلمان

دمعتان… وفراقان…

لم يكن الاستاذ طلال سلمان الا منافسا شريفا. كانت “النهار” في تنسيق دائم مع “السفير”. وايضا مع “لوريان لوجور”. وكان اتفاق الثلاثة كافيا للدفع في اتجاه اي قرار يخص عالم الصحافة في لبنان. وسواء اختلفنا في مقاربتنا للامور والقضايا، او اتفقنا، فقد كان الاحترام المتبادل قائما على تقدير الذات والمنافسة، وكانت الكلمات والمواقف تتسابق وتتناطح، من دون ان تبلغ يوما حد القطيعة او الخصام. استمر الخط الساخن مفتوحا. كان طلال سلمان يقدر “النهار” وعملها، وكانت اسرة “النهار” تراقب “السفير” الصاعد بامكانات ووجوه واعدة.

اهمية طلال سلمان انه حافظ على قدسية الكلمة زمن الميليشيات وفي ظروف ولادة “السفير” وصعودها. وتحول “الصياد” الماهر هو الذي نشأ في دار الصياد، للخبر والتحقيق والتحليل باسلوب جديد. لم يخسر طلال سلمان وحده باقفال ” السفير” بل خسرت الصحافة اللبنانية والعربية صفحات مضيئة في كتابها، وخسرنا في “النهار” المنافس الشريف في معبد الكلمة. اليوم يغادر الى لقاء من سبقوه، وفي القلب حسرة على لبنان، وليس فقط على صحافته التي تئن تحت وطأة النكبات واهمها تراجع قيمة الكلمة، وتنامي الطفيليات من كل نوع. طلال سلمان ستبقى ذكراه العطرة مدونة في كتاب الصحافة اللبنانية والغربية .

جريدة النهار

Exit mobile version