منذ ٢٠١١ حتى الآن، أُتُيح لكل سوري مرة واحدة على الأقل، اثبات أنه كان صاحب نبوءة وبُعد نظر، وأن الأحداث اللاحقة أظهرت صواب تحليلاته. والحقيقة أن الأمور تقلبت وتشقلبت وانقلبت وتخضخضت وتعقدت لدرجة ثبت فيها الشيء ونقيضه مرات ومرات.
وبما أن الأمور هي على ماهي عليه، وبما أن الإجماع الوطني في أدنى مستوياته فلم نعدْ نتفق حتى على الجغرافيا والـ ١٨٥٠٠٠ كم٢ التي حفظنا في المدارس أنها مساحة الوطن.
وبما أن الغازي غزاة، وأن العدو أعداء وأن النفق لا يزال دون ضوء، فلنتفق على الأقل على أن تناوب الخطأ والصح في لعبة الأواني المستطرقة هو جزء من النفس البشرية التي افتداها عيسى المسيح على صليبه، ثم حاول النبي الأحمد اصلاح حالها دون أن يحالفهما النجاح، إذ يستمر البشر في هذه البقعة من الأرض في الموت مجانا بينما يدورون في متاهات متشعبة يحملون صلبانهم على دروب آلام لا تنتهي.