عدت الى لبنان منذ اربعة اسابيع لقضاء عطلة الصيف وذلك بعد غياب عامين. وكما هي العادة في قريتنا البقاعية، توافد الاهل والاقارب والجيران للسؤال عن احوالنا والاستفسار عن اخبار معيشتنا في بلاد الغربة.
وقد فوجئت من قبل العديد من زوارنا بالاستفسار عن مشاركتي بواسطة الهاتف في برنامج تلفزيوني اسمه »حوار العمر« كان يستقبل منذ اكثر من شهر الاستاذ طلال سلمان. أجبت بالتأكيد بالنفي واعتقدت بداية الامر ان المسألة كلها لا تتعدى مجرد دعابة من شخص انتحل اسمي. ولكن الوصف الذي قُدّم لي من قبل العديد من الاصدقاء لنمط الاسئلة الذي وجّه خلال البرنامج المذكور للاستاذ طلال ولّد لدي قناعة بأن هذه الدعابة كانت اكثر من سمجة وربما كان دافعها الاذى لرئيس تحرير »السفير« او لي شخصيا.
الايجابي في الامر هو ان كل من يعرفني لم »تمرق عليه« الشغلة، وكل من اتصل بوالدتي او باخوتي للسؤال عن الموضوع كان يتعجب ان يصدر كلام من هذا المستوى عن لساني. الكثير يعلم اني موجود في المهجر ولكن في عصر الساتليت والسيليلور، كل شيء صار ممكنا، الا البذاءة بالتأكيد. زيادة على انني، رغم قناعاتي العلمية الراسخة، اتعامل مع بعض التطورات التقنية الحديثة بالكثير من الحس النقدي، ولا امتلك بالنتيجة، لا »ساتليت«، ولا »سيليلور«.
يبقى ان اوجّه من خلال هذا التوضيح، كلمة الى الشخص الذي استعمل اسمي: لا ادري ما هو الدافع الذي جعلك تنتحل اسم وليد عبود ابن الياس عبود الصحافي الذي عمل مع طلال سلمان لما يزيد عن ربع قرن ولكن الواضح انك تعرف بيت الياس عبود، وتعرفني شخصيا وربما »تمالحنا« يوما ما في بيتنا. فأعلم اننا نظل دوما أوفياء للخبز والملح في قرانا النائية.
ربما كان هدفك ان »تحشر« رئيس تحرير »السفير« بأسئلتك ولكن لماذا بواسطة اسمي؟ علما أن لي ثقة كاملة بقدرة الاستاذ طلال على الاجابة.
فكّرت في البداية ان اتقدم بدعوى ضد مجهول لملاحقتك قضائيا ولكني صرفت النظر عن هذه الفكرة لقلة جَلَدي على ذلك وقررت فقط ان اقول لك على صفحات »السفير« انك تذكّرني ب »ذَكَر النحل«. اذ كما يقولون باللغة الفرنسية il brasse du vent، اي ان عمله الاساسي هو »التهوية«، ورغم عدم ضلاعتي باللغة العربية، الا انني اعتقد ان سمّى امثالك بالمنتحلين من فعل انتحل، كان يفكر ساعتها ب »ذَكَر النحل«.
وليد الياس عبود
السفير، 2981997