منذ ثلاثة شهور او يزيد، لم يتيسر لي أن “أتنزه” في ساحة الشهداء، او “ساحة البرج” كما كانت تسمى في سابق العصر والاوان.
أمس، أغرتني شمس كانون الثاني بأن “اتفرج” على قلب عاصمتنا وميدان التظاهرات اليومية المطالبة بإسقاط النظام الطوائفي المهين والمستهين بكرامة الرعايا الممنوعين من أن يكونوا “مواطنين” كما سائر خلق الله في أربع رياح الارض.
حاولت العبور من عند مبنى “النهار” فوجدت الطريق مقفلة..
اكملت السير في اتجاه مبنى بلدية بيروت، فاذا كل المعابر المؤدية إلى ساحة النجمة حيث يتربع المجلس النيابي مقفلة بالباطون المسلح..
تابعت طريقي نحو باب ادريس فاذا كل الفتحات المؤدية إلى محيط المجلس النيابي مسدودة ببوابات حديد يقف امامها حرس مقنعة وجوهه،
هل يهبط النواب، إذا ما جاءوا إلى المجلس بالمظلات؟
وهل ينزل الوزراء والوزيرات من معتصمهم في السراي على سلالم كهربائية، ام يلبسون اقنعة حتى لا يميز ملامحهم أحد؟
المجلس النيابي محاصر بـ”شعبيته” الكثيفة..
ومجلس الوزراء محاصر بوزيراته الجميلات، خلف حيطان الباطون المسلح..
اما القصر الجمهوري فله حرسه وبواباته المصفحة..
الشعب وحده الحر..
أما المسؤولون عن الدولة فمحاصرون بالخوف من شعبهم..
عاشت الديمقراطية؟
*** سؤال ساذج: كم تكلفت الدولة العلية من ميزانيتها ثمنا لقنابل الغاز التي أطلقها رجال الشرطة المقنعون على الجماهير التي تملأ الميادين كل يوم، من اجل حقوق اللبنانيين، ومنهم رجال الجيش والشرطة والدرك والحرس البلدي ومأموري الاحراج في مرتبات مقبولة تحمي كرامته وتشبع عيالهم؟