طلال سلمان

بيلليترو لبناني ارهاب

لم يترك الموفد الأميركي النادر إلى بيروت أي مجال للالتباس: على لبنان أن يسدّد فاتورته مع الولايات المتحدة الأميركية أولاً، وبعد ذلك يمكن الحديث عن دور أميركي نشط وفعال على مسار المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية.
»مكافحة الارهاب« ما زال هو المدخل الأميركي المفضل لأي حديث مع لبنان، و»الترتيبات الأمنية اللبنانية« المرضية والملبيِّة لمقتضيات السلامة، سواء بالنسبة للمصالح أو للرعايا الأميركيين، هي الأساس، وهي المقدمة المنطقية للترتيبات الأمنية العتيدة بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي.
ولمكافحة الارهاب آليتها »الشرعية«،
إذا كان الارهاب خروجاً على الشرعية الدولية، فهو من باب أولى خروج على الشرعية المحلية، ومن واجب الشرعيات المحلية التزام مكافحته بالقانون وبأدوات السلطة المعنية… أي أن عليها أن تبرئ نفسها بداية من شبهة الانتماء إليه أو التواطؤ معه أو حتى اللجوء إليه كسلاح اضطراري وفي مجال الرد على الإرهاب بمثله!
وهكذا وضع روبرت بيلليترو جدول أعمال محددù وجاهزù أمام الحكومة ومن ثم أمام المجلس النيابي: توكيد التوبة، والتبرؤ من الماضي، وتقديم طلب انتساب إلى… عصر السلام الآتي!
لكن بيلليترو نسي كالعادة أن يذكر القرار 425، ولم تستوقفه صور ضحايا الغارات وعمليات القصف الاسرائيلية المتواصلة على الجنوب، ولا لامس سمعه هدير الطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء العاصمة.
مثل ذلك لا يندرج في خانة الارهاب، ولا يستلزم قوانين خاصة تعدها الحكومة ويقرها المجلس بسرعة،
ولعل المفارقة هي التي استفزت رئيس المجلس النيابي فجعلته يذكر بيلليترو بأن أخطر وأفظع عملية إرهابية نظمت ضد أميركيين هي تلك التي نظمتها ميليشيات أميركية مائة في المائة ضد المبنى الفيدرالي في أوكلاهوما سيتي..
لا مجال إذù للحديث عن المستقبل، خصوصاً وأن ذلك المستقبل رهن بالعملية السلمية، وتكفي »الرشوة الصغيرة«، الآن، لاستمالة اللبنانيين، وعلى هذا فقد زفّ بيلليترو إليهم البشرى: السماح ببيع تذاكر سفر الى لبنان ولكن لغير المواطنين الأميركيين!
ما المسافة بين مكافحة الارهاب وبين السلام الإسرائيلي؟
وهل تقتصر المهمة الأميركية على تطويع »الإرهابيين« السابقين، إذا ما تعذر استئصالهم، لكي ينخرطوا في المشروع الإسرائيلي وعلى طريقة شرطة عرفات في غزة؟!
هل شرط الانتساب إلى النظام العالمي الجديد أن يرمي المناضلون القدامى من أجل الحرية والاستقلال، والمقاومون من أجل تحرير الأرض والإنسان، تاريخهم الشخصي والوطني والقومي في المزابل، وأن يغسلوا أدمغتهم لكي ينسوا كل الذي فعلته إسرائيل وما تزال تفعله، في حين تسحب إسرائيل المنطقة كلها خارج التاريخ والجغرافيا لتدخلها في الخرافة العتيقة وفي الهيمنة الشاملة الجديدة و… الأبدية؟!
كيف يرد الأطفال في »شقرا« على »المسامير الإسرائيلية«؟! وهل الارهابي هو مَن يلقي المسامير القاتلة على القرى، أم هي لحوم الفلاحين الفقراء التي تتلقاها؟!
في أي حال، لعل بيلليترو يضيف هدية نبيه بري إلى مجموعته القانونية حول مكافحة الارهاب،
أما الحديث عن »حزب ا”« والمقاومة والاحتلال فيكون في السياسة، ولها عناوين أكثر دلالة من هذا العنوان الإرهابي من رجل قد يكون مرشحù مثل رئيسه »لارهاب وطني« ينظمه القانون وتدعمه أكبر قوة ضغط في المجتمع الأميركي، بعد قوة الضغط الاسرائيلية!

Exit mobile version