بعض الاتفاقات الدولية تشكل بداية لتاريخ جديد، وترسم ـ غالبا ـ خرائط جديدة لجغرافية منطقة معينة تشهد استيلاد دول جديدة فيها.
..الا “اتفاق اوسلو” الذي تم عقده بين “السلطة الفلسطينية” ودولة العدو الاسرائيلي، برعاية اميركية معلنة، وموافقة عربية مضمرة هي اشبه بالتواطؤ على “القضية المقدسة”.
بالأمس، احتفل المتواطئون على “انجاز” هذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه “عبر سبع ساعات من الاتصالات الهاتفية بين اوسلو حيث كان السيد محمود عباس وتونس حيث كان الرئيس ياسر عرفات”، فأنهى الصراع العربي ـ الاسرائيلي بقضيته المقدسة فلسطين!.
طبعاً، لا الصراع انتهى، ولا القضية وئدت، ورحل ياسر عرفات ومعه “السلطة الفلسطينية”، التي لم تكن “سلطة” ولا “فلسطينية” في أي يوم.
المحتفل الوحيد بهذه الذكرى هو العدو الاسرائيلي الذي اقتحم البيت الابيض في واشنطن، قبل عشرين سنة، ليوقع مع “الرهينة” ياسر عرفات هذا الاتفاق الذي يعطي اسرائيل بشخص رئيس حكومتها اسحق رابين ما لم يأخذه بالحرب، والذي لم يلبث التطرف الاسرائيلي أن اغتاله بعد التوقيع بفترة وجيزة.