متعجلة عاشت، متعجلة رحلت، لكن احدù ممن عرفوها لن يستطيع نسيان جوانا حيدر الا بعدما يفعل الزمن فعله في جيلها، رفاق العمر والاصدقاء والاهل والزملاء واخوان الصفاء.
لكأنها كانت تمشي الى الموت متحدية،
ربما لهذا كانت علاماتها في الجامعة عالية الى حد الادهاش، ان في »علم الاحياء« او من بعد في الزراعة.
وربما لهذا حاولت ان تكتشف وتعرف الكثير من البلدان والناس والنباتات والبيئات المختلفة.
وربما لهذا ارادت ان تجرب كل شيء، محطمة »الحواجز الذكورية« مؤكدة انها كفتاة لاتقل بشيء عن الشباب، ولا تقبل ان يكون لهم امتياز عليها لا في السلوك اليومي ولا في الموقع الاجتماعي.
وربما لهذا اختارت عملها في »الايكاردا«، ذاهبة هذه المرة الى تحدي الصحراء والتصحر،
امس، الاحد، احيت بدنايل ومنطقة بعلبك الهرمل ومعها الاساتذة والزملاء ورفاق العمل في »المناطق الجافة«، عرس جوانا علي حيدر، في »الثالث« من زمن الرحيل… وكان الحزن طاغيù، في ظل سماء متجهمة، لكن طيف جوانا كان يرفرف كابتسامة.
رحم ا” جوانا، والهم آلها الصبر، والعزاء لوالديها في اخوتها وفي المحبين الذين امتلأت بهم ساحة بدنايل وشوارعها والبيوت.
»ط. س«