طلال سلمان

ارهاب ضحية خرساء

أعلى درجات الإرهاب خرس الضحية!
فالإرهابي الأعظم هو مَن يرتكب فعلته واثقù من أن ضحاياه سيكتمون صراخهم خوفù، وسيحاولون إخفاء جراحهم حتى لا يفترض أنهم إنما يشهِّرون به!
هل تتذكر حكاية ذلك »الزبون« الذي أخفى أذنه المجدوعة حتى لا يتهمه »الحلاق« بأنه إنما يتهمه بقطعها!
هذه هي خلاصة الخلاصة في مسألة موسى أبو مرزوق واعتقاله في الولايات المتحدة الأميركية قبل أسبوع، بتهمة أقل ما يُقال فيها إنها »سخيفة« هذا إن ثبتت عليه ولا تبرّر هذا الخرق الفاضح لحقوق الإنسان من الدولة التي تدعي الآن أنها حامية الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان في العالم أجمع!
لم يجرؤ أحد على الاعتراض »العملي«: لا تظاهرات استنكار ولا إحراق للعلم الأميركي، ولا بيانات تنديد وشجب وإدانة، فضلاً عن أنه لا تهديد بالرد والانتقام لهذا القائد البارز لحركة سياسية طالما اتهمت بالتطرف والتعصب وممارسة الارهاب!
إن الإرهاب الأميركي كوني، كاسح ماسح كامل شامل ومطلق!
ثم إنه مموَّه بالقانون الذي لا يجرؤ أحد على الطعن فيه!
تمامù كالإرهاب الإسرائيلي الذي يقتل ضحيته ثلاث مرات ثم تنصفه »عدالته« فيخرج »بريئù« إلى حد اعتماده عنوانù للعدل!
إنه إرهاب كالوباء، مَن لا يصاب به يأخذه الرعب منه فيخفي الإصابة وينكر مصدرها!
إنه يشلّ الألسنة والأقلام، ويعطِّل الفكر والمواقف.
إنه يجبرك أن تُنكر نفسك، لون عينيك، بشرتك، واسم جديك وأحفادك خصوصù إذا ما كانت »فضّاحة« في دلالاتها القومية والدينية؟
أي تزوير أخطر من أن يصبح الضحية إرهابيù والجلاد ضحية؟!
إنه إرهاب يتسلّل إلى رئتيك، إلى أوردتك والشرايين، إلى أفكارك ويديك، فلا تملك غير أن تذهب للطواف حول »تمثال الحرية« نفاقù ورياءً وإنكارù لما كنته أو لما كنت تريد أن تكونه!
هل من دليل أبرز من هذه الأمة التي تمضغ دمها النازف ثم تخفي دماءها حتى لا تدل على مَن جرَّحها؟!
موسى أبو مرزوق لم يعد فردù الآن. إنه جميعنا وكلنا معتقلون معه على الشبهة!

Exit mobile version