طلال سلمان

انتباة انها حرب تدخل

انتباه!. إنها حرب التدخل الأجنبي في لبنان، وصولاً إلى سوريا، لا يخفف من لاشرعيتها ومن طبيعتها العدوانية أن تنجح الإدارة الأميركية، بالضغط والابتزاز السياسي للدول الأخرى، في انتزاع قرار من مجلس الأمن الدولي قد يموّه استهدافاتها المباشرة ولكنه لا يبدل من حقيقتها التي لا يمكن إخفاؤها.
انتباه!. إنها حرب التدخل الأجنبي لأغراض لا تتصل بمصلحة لبنان من قريب أو بعيد، ولا تعبّر عن حرص طارئ ومستجد على الديموقراطية فيه، بل هي تستهدف إذا ما قرأنا متحررين من الأغراض والأحقاد تحويل شعبه وأرضه إلى مسرح لمسلسل من الحروب الأهلية لا تنتهي إلا بتدميره مجدداً وتضييق الحصار على سوريا بقصد خنقها، والتسبّب في مذابح بين اللبنانيين واللبنانيين ثم اللبنانيين والفلسطينيين تلتهم حاضرهم ومستقبلهم معاً.
انتباه!. إنها المرحلة الجديدة من الحرب الأميركية لاحتلال العراق والهيمنة على العراق وكامل المنطقة من حوله، بالشراكة المعلنة مع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين: فالأميركيون قد تسببوا بتدمير ما كان تبقى من أرض الرافدين من معالم الدولة، فضلاً عن المجازر التي نظموها وما زالوا يتسبّبون فيها يومياً، وقد التهمت عشرات الألوف ولسوف تلتهم المزيد من أولئك الأخوة البؤساء الذين تركهم حكم الطاغية صدام حسين مكسورين عاجزين عن المقاومة أذلاء بالفقر والحاجة إلى الأمان.
.. أما الإسرائيليون فيكادون ينتهون من مصادرة الأرض الفلسطينية، بوحوش المستوطنين ومستعمراتهم التي تتزايد على مدار الساعة، كما بجدار الفصل العنصري، فضلاً عن عمليات القتل الجماعي والاغتيالات الفردية التي تحاول عبثاً استئصال روح المقاومة… ومع »تذويب« الأرض »تذوب« السلطة وحلم الدولة ولو على بعض الأرض من الوطن الذي كان.
انتباه!. إن القرار بحرب التدخل هذه متخَذ من قبل أن يبدأ الحديث عن تعديل الدستور وتمديد الولاية!
لقد اختلف الأمر اختلافاً جذرياً عمّا كان عليه تقديرنا جميعاً.
لم تعد المسألة »داخلية« يجوز فيها اختلاف الرأي ومن ثم الموقف.
لم يعد شخص الرئيس هو الموضوع، حتى لو لم يتبدل الموقف من شخصه،
ولم تعد حماية الدستور من خطر التعديل بغرض تمديد الولاية هي القضية، حتى لو لم يتبدل الموقف المبدئي من ضرورة احترام الدستور.
إن الوطن في خطر!
إن سوريا في خطر، وانطلاقاً من لبنان، وباتخاذه منصة إطلاق للقنابل المسمومة عليها: فتفجير لبنان يستهدف سوريا أيضاً وأساساً.
ولا يسمح الوقت بترف التشفي وإرواء الأحقاد أو الشماتة انطلاقاً من مقولة: لقد حذرناهم فما استمعوا إلينا، ونبّهناهم إلى بحر الخطأ فلم ينتبهوا!
ويا حبذا لو أن غبطة البطريرك الماروني ومعه السادة المطارنة قد انتبهوا إلى أهمية التوقيت في إعلان ما أعلنوه في بيانهم الناري أمس، والذي يمكن توظيفه حيث لم يقصدوا، ولا هم يريدون، بالقطع، أن يُستخدموا لتبرير حرب التدخل الدولية التي تنظم الإدارة الأميركية لإطلاقها ضد لبنان وسوريا، وانطلاقاً من لبنان وعلى حسابه، شعباً ودولة.
انتباه!. إنها حرب تدخل دولية، وليست حرباً لا من أجل حصانة الدستور اللبناني ولا لمنع إميل لحود من مد ولايته ثلاث سنوات أخرى.
فلا يظنن أحد أن الإدارة الأميركية التي تشن حروباً في أنحاء مختلفة من العالم، أقربها إلينا هذه التي تحرق بنيرانها شعب العراق الشقيق، معنية إلى هذا الحد، ومهتمة كما تدعي، بحصانة الدستور اللبناني وضرورة التقيّد بنصوصه.
لقد لمنا وما زلنا نلوم من حاول تعديل الدستور في الداخل، أما من يشن علينا حرب تدمير شامل، فلا نظن أنه يحترم دستورنا إلى حد التضحية بشعبنا من أجله.
انتباه!. إنها الحرب الأميركية مموّهة بغلالة من الشرعية الدولية التي صارت مجرد »ختم« في يدها، كما شهدنا في العراق، وبديهي أن نستعد لمواجهتها بمزيد من التلاحم الوطني، وبمزيد من التكامل إلى حد التوحد في الموقف مع سوريا… فالحرب تستهدفنا معاً، وتستهدف لبنان قبل سوريا.
انتباه!. ليس الوقت للجدل. إنها لحظة الخطر، وعلينا أن نواجهها متحدين مع سوريا، مرجئين العتاب ومناقشة الأخطاء، إلى ما بعد هدوء العاصفة التي تتذرع بالدستور لتلغي الوطن، والتي تريد أن نصدق أنها لمنع التدخل السوري وهي تأتي بالعالم كله ليتدخل في شؤوننا وشؤون سوريا معاً!
انتباه!. إنها الحرب، فليتخذ كل موقعه!

Exit mobile version