فجأة، ومن دون سابق انذار، تهاوى العالم بدوله العظمى وصولاً إلى الصغرى، مثل لبنان، امام جرثومة صغيرة بحيث لا تراها العين، خصوصاً وانها قادرة على اختراق الجسد البشري إلى حيث تكمن في خلايا جهاز التنفس ومدار الامعاء.. قبل أن تباشر التكاثر لتنتشر في كل مفاصل هذا الجسد الذي تتهاوى هشاشته امامها.
..وهي جرثومة “عادلة”، لا تعترف بالطبقات ، ولا توقفها مليارات من تختاره فتضربه، ولا هي تشفق على الفقراء وابناء السبيل، ولا تستثني الذين إن هم لم يعملوا فلن يجدوا ما يقدمونه للأفواه الجائعة في المنزل.
على هذا فهي قد كشفت، بل فضحت الدول جميعاً، الأغنى فالأفقر.. لا صدها سور الصين العظيم، ولا استعصت عليها ناطحات السحاب في نيويورك، ولقد اقتحمت بيوت التنك في الاحياء الفقيرة، كما اقتحمت قصور الملوك والامراء والاستراحات المترفة لأغنياء المضاربين في البورصة ولاعبي القمار، كما اجتاحت بيوت واكواخ الفقراء التي من طين.
وبغير قصد او ترتيب مسبق، اكدت هذه الجرثومة على الوحدة بين اهل الارض جميعاً، سواء كانوا في قصور مشيدة، ام في شقق تتوزع على الطوابق التي لا تعد في ناطحات السماء، اوفي اكواخ الفقر والعوز.
أن الانسان واحد، لا الغني تحصنه ثروته وجواهره المخبوءة وارصدته المتورمة في المصارف او خزنة البيت، ولا الفقير الذي لا يملك ثمن الدواء يتهاوى على الارض ويموت قبل أن يأتيه الموت.
خطر الكورونا موجود، والوباء ينتشر في اربع رياح الارض موقعاً الآلاف المؤلفة من الضحايا في الشرق والغرب.
لكن الخوف أخطر من الكورونا، انه يشل ارادتك، يعطل تفكيرك، يفسد عليك علاقتك بذاتك، بأهلك، بأحبتك، ويدفع بك إلى عزلة أمضى قسوة من جرثومة الكورونا.
تحوط. انتبه. عقم بيتك وسيارتك.. ثم اكمل حياتك، والا ارسلك الخوف من الموت إلى خسارتك علاقتك بأجمل ما في الحياة، ويما يحصنك ضد الامراض جميعاً و.. في الطليعة منها الكورونا.
آمن بنفسك فانت الأقوى..
احبوا تصحوا، احبوا تصحوا.. ثم تنتقل عدوى الحب إلى المهددة حياتهم بالوباء فاذا هم شعراء ينظمون رسائل العشق!