تشقق الوطن العربي مهدداً أحلام جيلين أو ثلاثة أجيال من أبنائه الذين قاتلوا بالسلاح والتظاهرة والكتابة والإيمان من أجل حقهم في حياة كريمة فوق أرضهم التي كانت دائماً أرضهم، وقد غسلوها وطهروها بدمائهم غير مرة في تاريخهم الذي اصطنعوه بسيوفهم وبحقهم في أوطانهم.
هل كان العرب حالمين أو مخدرين أو خارج عصرهم فلم يدركوا ما كان يخطط لهم ولبلادهم، ووثقوا بالعهود والتعهدات والوعود الكاذبة التي خادعهم بها الغرب حتى تمت له السيطرة على حاضرهم ومستقبلهم، وبعثر صفوفهم، واستعدى بعضهم على البعض الآخر فاقتتلوا لحسابه ومن أجل تأمين مصالحه على حساب حقوقهم في أوطانهم وفي مستقبل يليق بكرامتهم كأبناء “خير أمة أخرجت للناس”؟!
ثم .. ألم يتعلم العرب من تجاربهم المرة؟! ألم يفيقوا من غفلة الخداع؟! أم أن سكرة العرش أقوى من حقائق الحياة ومن حقوق الشعب في أرضه؟
اننا نرى دولاً كثيرة وأباطرة وقياصرة وملوكاً وأمراء ورؤساء ولا نرى شعوباً،
هل ألغى الحكام شعوبهم وأبادوها فاختفت تماماً وتعطل قرارها بشأن حياتها وحقها في مستقبل يليق بكرامتها وتاريخها؟
أن “العرب” يبدون مقاتلين أشداء ضد اخوتهم، يفتكون بهم فتكاً ذريعاً بالمدفعية والطائرات والصواريخ، لكنهم يتبدون جبناء ورعاديد في مواجهة عدوهم الإسرائيلي مع حلفائه الذين باتوا بسحر ساحر طليعة حلفائهم بل أسيادهم والآمرين المتحكمين في اقتصادهم وجيوشهم وحاضرهم ومستقبلهم..
هل انتهى التاريخ أم أن العرب قد أخرجوا أنفسهم منه ووقفوا على قارعته يتسولون مستقبلهم فلا يلقون غير المهانة؟
أين عهد التميمي منهم؟ وأينهم منها؟
انت الأمل يا عهد .. أيتها النجمة المبشرة بالغد الأفضل!