مع احتدام معركة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية نجح رئيس حكومة العدو الإسرائيلي نتنياهو في إقناع الأميركي دونالد ترامب بأن يتخذ من اعترافات دول عربية جديدة بالكيان الإسرائيلي مدخلاً وحافزاً لاستقطاب اأصوات الناخبين لمصلحة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته والمرشح لولاية ثانية دونالد ترامب.
ولشدة استعجال المطبعين العرب بعنوان دولة “الإمارات العربية المتحدة”، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وملك البحرين بقيادة حمد بن عيسى آل خليفة الذي يكره شعبه ويعمل على تقسيمه واشعال نار الفتنة بين السنة والشيعة، وهم من أصول واحدة – أقارب ورفاق نضال طويل مرير- طلباً للحرية والعدالة وحق الرأي عبر المشاركة الشعبية في حكم دكتاتوري.
وهكذا ذهب وزير خارجية هاتين الدولتين العربيتين إلى واشنطن ليوقعا في البيت الأبيض وبرعاية الرئيس الأميركي ترامب معاهدة الذل والعار والاعتراف بإسرائيل وترحيبهما بإقامة العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية معها.
.. لشدة الاستعجال، وبعد ثلاثة ايام من توقيع معاهدة الصلح كانت إحدى بواخر اسطول الإمارات التجاري تتوجه إلى ميناء حيفا داخل الكيان الإسرائيلي حاملة آخر ما لديها من الإنتاج الزراعي والصناعي.
وبطبيعة الحال فإن الأبناء الأغرار لشيوخ الصحارى العربية قد أعادوا الى ميناء حيفا في فلسطين ما كان لها من دور في التجارة بين الدول المحيطة شمالاً وغرباً وجنوباً، لا سيما وأنها مع يافا من أعمدة المواصلات بين دول المشرق لبنان وسوريا والعراق، ومركز التواصل الثقافي بين أركان المشرق ومصر.
مؤكد أن موقعي اتفاقات الذل والارتهان مع العدو الإسرائيلي لا يعرفون تاريخ بلادهم، والمشرق العربي على ساحل التواصل وسائر أقطار “الهلال الخصيب”..
كان القطار يعبر من سوريا إلى لبنان، فإلى مصر عبر سيناء حتى بورسعيد، كما كان قطار الشرق الذي بناه الألمان خلال الحرب العالمية الأولى (1914- 1920) يربط أقطار المشرق بالحجاز (انطلاقاً من دمشق) .. ولقد افاد الأتراك والألمان في الحرب العالمية الأولى من محطة رياق في البقاع- لبنان، لنقل جنود الحرب ضد بريطانيا إلى بورسعيد على الضفة الغربية لقناة السويس.
بالمقابل فإن افتتاح خط الحجاز (دمشق- جدة) قد تم افتتاحه رسمياً في دمشق.. ولقد ابتهج من ينوي إداء مراسم الحج بأن الرحلة المنهكة قد انتهت بلا عودة وأن الحجاج يمكن أن يسافروا من دمشق إلى جدة بالقطار، ثم يقصدون مكة المكرمة بالوسائل المتيسرة.. والعودة من الرحلة يرافقهم الإبتهاج.
*****
ها أن موسم الخيانات العربية يحقق نجاحاً ملحوظاً.. فمرتكبو التفريط بحقوق الأمة، وبلادهم ضمنها، يتزايد عاماً بعد الآخر.. ونحب أن نفترض أن جرم الخيانة لا يسقط عن مرتكبه لو أمضى عمره متنقلاً بين العتبات المقدسة في مكة والمدينة المنورة وبين المسجد الأقصى “الذي باركنا من حوله” .. وذلك المسجد الصغير الذي بني حيث صلي الخليفة عمر بن الخطاب حين خرج من الكنيسة التي كان يزورها حتى لا يأخذها من يأتي بعده من المسلمين بذريعة “هنا صلى عمر”.
*****
لقد تجاوزت الخيانة الأديان والانبياء والرسالات السماوية.
صار اليهود كلهم، تقريباً، إسرائيليين.
وخرج حكام المسلمين، بأكثريتهم، من دينهم وتوجهوا مطأطئي الرؤوس إلى العدو الإسرائيلي يصالحونه على أرضهم ودماء شهدائهم، لا يهمهم إلا أن يبقوا حكاماً في أرض النفط والغاز، تحكمهم إسرائيل ومن فوقها الولايات المتحدة الأميركية… يحولون شعوبهم إلى رعايا، ينثرون عليهم بعض الفضة ثم يفتحون أبواب بلادهم أمام الإحتلال الإسرائيلي بالراية الأميركية .. ولتذهب فلسطين والمسجد الأقصى والعروبة إلى الجحيم..
وقديماً قيل أن الملك عاقر..
وحديثاً يقال أن الخائن “يسقط” ولو بعد حين.. بالنار او بالدم أو بكليهما.