طلال سلمان

عن الضيافة اللبنانية للسوريين والفلسطينيين!

ندر أن تعامل اللبنانيون مع النازحين السوريين بمشاعر الاخوة والتعاطف او حتى الاشفاق على هؤلاء الاشقاء التوائم للبنانيين بل غالباً ما تتحرك العنصرية والتفاخر وكأنما نحن من “عنصر” آخر، فنحن “بيض” وهم “زنوج”، او نحن “سادة” وهم “خدم”، إذا ما دهمنا الاشفاق والتعاطف الانساني.

اننا نكرر مع السوريين الذين جاءوا إلى لبنان مرغمين، بعدما شردتهم الحروب الدولية التي تحرق جنبات سوريا جميعاً والقتهم في اقرب ملجأ اليها في الاقطار المجاورة، ما فعلناه ونفعله مع اللاجئين الفلسطينيين: نتجاهل اسباب نكبتهم، وبالتالي لجؤهم الاضطراري إلى البلاد الشقيقة حيث يفترضون أن مشاعر الاخوة وصلات القربى ستحفظ لهم كرامتهم وستوفر لهم المساعدة والدعم لتقريب أجَل العودة إلى حيث كانوا في بلادهم محفوظي الكرامة.. ولو فقراء.

اننا لا ننظر إليهم الا كحمل ثقيل وشريك إجباري في لقمتنا وفرص العمل حيث يقبل واحدهم ما لا يقبله اللبناني العنطوز… وننسى انهم متواضعون بالقهر، مبدعون في استنباط اسباب الرزق، لا يمانعون في أن يبدأوا من الصفر، متجاهلين شهاداتهم ومؤهلاتهم وخبراتهم حتى لا يذلهم اللجوء ومد اليد بطلب المساعدة او .. الحسنة!

ننسى أن من اسس العمل المصرفي في لبنان فلسطيني (بنك انترا) اسمه يوسف بيدس وان جملة من اصحاب المصارف الكبرى هم فلسطينيون او سوريون (بنك لبنان والمهجر)، (بنك عوده) وغيرهم كثير (جورج عشي…) الخ.

ننسى ايضا انهم طالما فتحوا لنا، نحن اللبنانيين، بيوتهم خلال دهر الحرب الاهلية، ثم خلال الاجتياح الاسرائيلي الطويل (1982 ـ 2000) للبنان، ثم في فترة الحرب الاسرائيلية (تموز ـ اب 2006).

وننسى على وجه الخصوص، أن اكثرية العاملين في الزراعة في لبنان سوريون، واكثرية العاملين في مجال البناء وورشها اجمالا في بيروت كما في الجبل والبقاع والجنوب سوريون..

وكثير علينا في عصر جبران باسيل أن نتذكر هويتنا العربية، وان نفاخر بإخوتنا مع الفلسطينيين والسوريين وسائر الفقراء والمهجرين بقوة بلادهم ـ بلادنا.

تكفينا المتصرفية والهجانة والبحث عن جذور الاصل الفينيقي بعدما رفض الغرب تنسيبنا اليه او قبولنا الا كلاجئين او مهجرين يسكنون في معسكرات تحت رقابة الشرطة.. ونُعَامل “كالبعير الاجرب”!

Exit mobile version